أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 ديسمبر 2015


من الذى حارب صناعة الجنس والإباحية فى أمريكا ؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، سياسة وصراحة



إن أنتوني كومستوك هو النموذج الوحيد
 الذي قرر يوماً أن يقف في وجه صناعة الجنس الامريكى ونجح في ذلك إلى حد ما ، هو النموذج الصريح للبطل الذي يغير المنكر بيده ، ويجعل المحافظين على الأخلاق يتدارون وراءه خوفاً من الوقوع في الخطيئة التي يدعوهم صناع البورنو إليها ، مثله مثل ستورمان ، ابن لأبوين مهاجرين يعملان في محل بقالة ، ومثل ستورمان أيضاً ، بدأ في مشاهدة الصور الجنسية العارية وهو في أولى مراحل مراهقته ، لكن تلك التجارب المبكرة صنعت من ستورمان رجلاً يتخذ من الجنس لعبة وهواية وعملاً ،



أما كومستوك فاتخذ منه شيطاناً يرجمه بالطوب ، لقد صار كومستوك مدمناً للعادة السرية منذ اللحظة التي شاهد فيها تلك الصور ، وبدا له الجنس فيها أقرب إلى سرطان ينتشر ومتدخل في كل خيالاته ، ويفسد أفكاره ، ويدمر ضحيته إلى حد يجعلها تكره الحياة ولا تحتمل وجودها نفسه على حد تعبيره ، كان متديناً إلى حد الأصولية والتطرف ، وكان يؤمن تماما بأن صناع البورنو هم أدوات للشيطان ، بالتالي قرر هو أن يكون أداة للرب يدمر بها ما يفعلون .



وعلى مدى الأربعين عاما التالية ظل كومستوك يطارد كل ما يقع تحت بصره من إنتاج إباحى معتبراً نفسه ( ضمير أمريكا الرسمي ) أعطى نفسه الحق في أن يفتح خطابات الناس ليرى ما إذا كانوا يتلقون موادجنسية عبرها ، وبدأ يتجول في الشوارع بقامته الطويلة وصلعته المميزة ، مرتدياً ثياباً سوداء على الدوام، وقام بإلقاء القبض على مئات من راقصات التعري ومصوري النساء العاريات وبائعي المجلات الإباحية ، يسانده في ذلك قطاع عريض من الناس الذين بدأو يطالبونه بتوسيع نشاطاته لتشمل مطاردة بائعي الخمور وأصحاب عيادات الإجهاض ،



إلا أن الصحافة لم تستطع أن تسكت طويلاً على ما يفعله كومستوك ، ورأت فيه خرقاً لحق حرية التعبيروالحرية الشخصية ، ومحاولة لفرض مفهوم ديني ضيق على عقل الأمة كلها ، لكن كومستوك واصل حملته ضد الإباحية ، ووصل نفوذه إلى حد أنه كان قادراً علن منع روايات لأدباء كبار من أمثال ( فولتير و بلزاك و تولستوي و إميل زولا ، وحتى برنارد شو الذي وصفه كومستوك بأنه مجرد بائع سخام ايرلندي ! ...

لكن قيم الحرية الأمريكية هزمت كومستوك في النهاية ، فتوقف بعدما أعلن أن حملته نجحت في تدمير 203 ألاف صورة إباحية ، و 12 طناً من الكتب المنحلة ، و6 ألاف كوتشينة جنسية ، و 64 ألف مقال غير أخلاقي ، كان هذا هو انتصار كومستوك العظيم عام 1870 ... الانتصار الذي تمنى كثيرون عودته بعد " توحش " صناعة البورنو وعدم نجاح أي قانون في التصدي لها أو منعها ، وبالتالي صار قانون كومستوك الذي يغير كل ما لا يعجبه بيده ، دون أي سلطة غير سلطة الأخلاقيات هو الصورة المثلى ، أو على الأقل هو الصورة التي لا ينجح رجال مثل روبن ستورمان في التحايل عليها أو خداعها .



يردد ستورمان دائماً أن محامياً بارعاً واحداً يساوى لديه أكثر من كل ما يساويه الرجال والنساء في صناعته ... يطلق ستورمان على المحامين لقب الملوك ، بعدما تزايد احتياجه لهم مع امتداد إعماله ، فهو أول من بدأ ينتبه إلى أن التليفزيون والفيديو سيتخذان يوما ما مكان المجلات والروايات الإباحية ، وأول من ابتكر للأمريكان آلات خاصة يرون فيها أفلام نساء عاريات بعدما يدفعونها بالعملة ، وشركاته هي أكبر شركات لإنتاج الأفلام الجنسية في أمريكا وأوروبا ،

وهو صاحب أول محلات لبيع الأغراض والألعاب الجنسية ، لكن كل ذلك لم يمنع الشرطة الفيدرالية من ملاحقته ، ولا منظمة الضرائب من فتح ملفات كثيرة له لتحدد كم الخراب الذي يحدثه تهربه منها ، لكنه يؤمن ببساطة بمبدأ واحد ، هو انه لا يمكن أن يدفع للضرائب مليماً واحدا يذهب إلى الشرطة الفيدرالية ويمول حرب الحكومة ضده من ماله الخاص ، أما مبدأه الثاني فهو أن يختار محاميه ليمثل صورته على أكمل وجه ، وعادة ما يكون محاميه رجلا وسيماً ، شديد الأناقة والوقار ذا سجل شديد النظافة ، إلى حد يجعل من العسير على اى إنسان أن يصدق انه يمكن أن يضع يده في يد صانع بورنو .



حيرت الأساليب التي يستخدمها ستورمان لإخفاء أرباحه الشرطة طويلاً ، إلى حد أنها لم تجد أمامها سوى أن تدعى وجود علاقة بينه وبين المافيا كي تستطيع اقتحام ملفات حساباته السرية في بنوك العالم وبدأت تروج إلى أن زعماء المافيا لا يسمحون بدخول أو بتوزيع اى مجلة أو فيلم أو ماكينة جنسية دون أن يتلقوا مقابلاً لذلك ، لكن هذه الحجة ثبت ضعفها بعدما صدر تقرير آخر من داخل الحكومة الأمريكية نفسها عام 1986 يحدد 18 دخلاً لمصادر دخل المافيا لم تكن صناعة البورنو من بينها ، وإن لم يمنع هذا من استمرار مسلسل المطاردات الأمنية لستورمان حتى بداية التسعينيات ، عندما تمت محاكمته وإلقاء القبض عليه بتهمة التهرب من الضرائب وحبسه في السجن بعدها .



ربما يصاب من يشاهد أفلام البورنو الأمريكية الأولى في الخمسينيات بصدمة من المشاهد التي تظهر فيها ، وتبدو مناقضة تماما للصورة الرومانسية التي منعتها أفلام هوليوود في ذلك الوقت ، كانت النساء في أفلام البورنو الأولى يرتدين أقنعة على وجوههن تخفى ملامحهن حتى لا تضيع فرصتهن في الزواج ، بينما الرجال يظهرون عراة لا يرتدون سوى زوجاً من الجوارب السوداء ، ويمارسون الجنس مع نساء متعطشات دائما له ، أجسادهم عارية ، وليست مثل أجساد ممثلي البورنو اليوم التي تبدو وكأنها تقليد لنموذج الجمال الأنثوي أو الذكورى ،



والواقع أن صناع البورنو في الخمسينيات لم يكونوا يربحون الكثير من أفلامهم ، لم يكن الفيلم يأتي بأكثر من 50 دولاراً ، أما أجور الممثلات فلا تكاد تذكر ، بينما يسعد الممثلون بالعمل في هذه الأفلام مجاناً !! ... لكن كان هذا هو ما يحدث في زمن الحياء الامريكى ... زمن رومانسية الأفلام التي لم يكن الحب فيها يزيد على قبلة حارة أو ضمة عنيفة ، لكن كل شيء قد تغير الآن ، صار هناك ما يطلق عليه " شلوسر " اسم ( ديمقراطية البورنو ) ، أي أن يكون البورنو من الشعب وإلى الشعب !!
الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة الدين ، دين العفة والطهارة ، دين الحجاب والستر ، دين الأدب والأخلاق والكرامة

كيف ولدت صناعة البورنو ( الجنس ) فى أمريكا ؟؟


كيف ولدت صناعة البورنو ( الجنس ) فى أمريكا ؟؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، سياسة وصراحة



ولدت صناعة الجنس في أمريكا وهى تحمل دائماً طرفي نقيض ... الصانع المتمرد الذي يخرج دائماً على القانون ليتلاعب بأكثر خيالات الناس جموحاً دون تردد ... يثير وجوده الانبهار بنفس القدر الذي يجتذب به اللعنات عليه ، وعلى الطرف الآخر يقف دائماً ذلك المدافع الباسل عن الأخلاقيات والعقيدة ، يتخذ أحياناً صورة رجل القانون أو رجل الدين أو مزيجاً منهما ، وهو الرمز الذي يتوارى وراءه كل من لا يجرءون علىإعلان رغباتهم التي يلهو بها صانع الجنس ، لكن ذلك الصانع كان يمتلك مصدر قوة لا يمكن لأحد إنكاره ، هو أن الناس ببساطة تريد بضاعته !!



إن أشهر ملوك البورنو في العالم يدركون من البداية أن ثرواتهم تمثل دائماً مزيجاً من الشهرة والجنس والمال ، كما يعرفون أن هذه الثروات تأتى سريعاً وتذهب في لمح البصر ... تجارة خطرة أقرب إلى تجارة المخدرات التي يمكن أن تدمر في لحظات لو اشتمت مصلحة الضرائب رائحة الأرباح ، أما الناس فدائماً ما تمتزج إدانتهم للجنس بهوسهم به ، لذلك فالقاعدة الثابتة الوحيدة منذ القدم في صناعة الجنس هي : " لا يمكن أن يعانى سوق البورنو من الكساد طالما أن الناس يعانون من الكبت والوحدة " .



ظل العديد من رؤساء أمريكا يحاولون وضع حد لانتشار صناعة البورنو فيها ، وربما كان أهم جهودهم هي تلك الحملات التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ، وواصلها من بعده الرئيس جورج بوش الأب ، لكن النتيجة الوحيدة لهذه الحملات كانت تزايد عدد أفلام الجنس الصارخ ( تظهر فيها بوضوح كل تفاصيل العملية الجنسية ) التي يؤجرها الأمريكان من 79 مليون فيلم سنوياً إلى 490 مليوناً في فترةرئاسة بوش ، ووصل ذلك الرقم إلى 759 مليون فيلم عام 2001 ، وصار الأمريكيون ينفقون في نوادي التعرية أكثر مما ينفقون في ملاهي برودواى والمسارح والحفلات الموسيقية مجتمعة .



أما هوليوود ، فصار لديها قسم خاص بالأفلام الجنسية التي لا تصلح مشاهدتها إلا للكبار فقط ، صناعة لها الاستوديوهات الخاصة بها ، ونجومها المستقلون ، ونقادها ونوادي المعجبين بها ، وتحول البورنو الأمريكي إلى منتج ثقافي يتم تصديره عبر البحار ، ليجعل أمريكا رائدة العالم الحر في إنتاج البورنو ، وسيدة " الأفلام الجنسية " عبر عدد الأفلام التي تنتجها ، والذي يصل إلى أكثر من 211 فيلماً كل أسبوع .



كان كل ذلك سببا لأن يسأل " شلوسر نفسه " : من هو المستفيد من صناعة البورنو في أمريكا ؟ ... إلى أين تذهب عائدات هذه الصناعة التي تقدر بالمليارات ؟... ولماذا لا تنشر وسائل الإعلام الكثير عن هذهالصناعة أو مموليها أو من يديرونها ؟ ... كلها أسئلة قادته إلى أن يتعقب مصادر أموال البورنو ، وأن يصل إلى عدد كبير من الوجوه المؤثرة في هذه الصناعة ، وإلى عدد كبير من القصص التي لا يعرفها أحد .



كانت أول بداية للبورنو الأمريكي على يد " هيو هافنر " ، الذي أصدر أول عدد من مجلة " بلاى بوى الجنسية " عام 1953 ، ليحدث بها وقتها انقلاباً في السوق الأمريكي ، ظهرت البلاى بوى و على غلافها صورة لممثلة الإغراء الشهيرة ( مارلين مونرو) في صورة مثيرة تختلف عن باقي المجلات التي كانت موجودة قبلها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، تلك المجلات التي كانت تكتفي بنشر صور نساء في ملابس سباحة مثيرة وأسماء موحية مثل " همسة وغزل وغمزة عين " ،



ونجحت البلاى بوى نجاحاً مبهراً جعل مبيعاتها تقفز سريعاً من 70 ألف نسخة إلى أكثر من مليون نسخة ، لكن الوجه الأكثر تأثيراً في صناعة البورنو الأمريكية الحديثة هو رجل يدعى ( روبن ستورمان ).. تأثيره في صناعة البورنو الأمريكي يقترب من تأثير والت ديزني في صناعة الترفيه العائلي ، وهو نفسه يرى أنه ليس مهووساً بالجنس لكنه فقط رجل أعمال ... " مجرد بيزنس " مثل أي بيزنس آخر ، لا يوجد فيه ما يشين .

هو ابن لمهاجرين روسيين إلى أمريكا كانا يعملان في محل بقاله ، ومنهما تعلم أول مبادئ البيزنس وقوانين العرض والطلب ، ضابط سابق في سلاح الطيران الأمريكي وصاحب أول المبادئ التي حكمت سوق الجنس : لابد من مساندة كل حركات التحرر بأي ثمن ، لابد أن يمتلك الأمريكان حرية مشاهدة كل ما يريدون مشاهدته وهم يتمتعون بخصوصية كاملة في منازلهم ، أما صناع الجنس فلابد بالتالي أن يتمتعوا بحرية بيعه للناس ...



كان ستورمان يدافع عن خصوصية الأمريكان ، لكنه ارتكب مصيبة حقيقية أثناء صناعته للمجلات الجنسية ، وألف رواية شهيرة اسمها " الحياة الجنسية لشرطي " تدور أحداثها حول ضابط شرطة شاب يقوم بإغراء نساء منطقته ، كانت تلك الرواية نموذجاً للروايات الإباحية التي بدأت تنتشر مع المجلات العارية ، روايات بها القليل من الحبكة والكثير جداً من التفاصيل الجنسية التي تتكرر كل بضع صفحات ، لكنها كانت كافية لتثير ضده عداء الشرطة الفيدرالية كلها ، فقررت تأديبه ، واقتحم رجالها مكتبه لكي يصادروا منه 20 ألف نسخة من المجلات العارية ، ويسعون إلى إلقاء القبض عليه بتهمة الخروج على الآداب العامة .



لكن كان رد فعل ستورمان الوحيد هو رفض هذه الاتهامات ، بل وقرر أن يحاكم رجال الشرطة الفيدرالية بتهمة اقتحام مكتبه ، ورفع ضدهم دعوى تطالبهم بتعويض 200 ألف دولار ، كان ذلك الرد تجسيداً حقيقياً لما قامت به صناعة البورنو كلها فيما بعد ... استلهمت كل التحدي الذي كان ستورمان يتعامل به مع القانون لتجعله دستوراً لها ... لا سيطرة للقوانين ولا للأخلاقيات عليها ، لا خضوع أمام كل الضغوط التي يمكن أن تمارسها الجماعات المناهضة ضدها ، ولا لكل الحروب التي يشنها رؤساء ونواب أمريكا عليها ، إن صناع الجنس الأمريكان صاروا يدركون أن صناعتهم ولدت لتبقى ، دون أن تخشى سوى أن يظهر لها رجل مثل " أنتوني كومستوك " .
الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة الدين ، دين العفة والطهارة ، دين الحجاب والستر ، دين الأدب والأخلاق والكرامة


أمريكا هى شيطان صناعة الجنس ( البورنو ) فى العالم


أمريكا هى شيطان صناعة الجنس ( البورنو ) فى العالم

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، سياسة وصراحة



لم يكن أحد يتصور أن كل هذه المجلات الإباحية والأفلام العارية و المواقع الجنسية التي يزورها الملايين يومياً على شبكة الإنترنت يمكن أن يكون لها كل هذا التأثير على اقتصاد العالم ... تأثير يجعل الأمريكانوحدهم ينفقون عليها أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً ( حسب إحصائية قديمة .. الأرقام الآن تضاعفت ) رغم أن تكلفة إنتاجها مجتمعة لا تزيد على العشرة ملايين دولار .



إن صناعة البورنو وملوكها ونجومها ، كلهم جزء من لعبة كبيرة اسمها " اقتصاد أمريكا السري" ، وهو عالم آخر يسير جنباً إلى جنب مع عالم الاقتصاد المعلن ... لا يستطيع أحد تعقب مصادره ولا تجاهل تأثيره في نفس الوقت ، ربما يتشكل عبر عائدات الماريجوانا والمخدرات وعمالة المهاجرين غير الشرعيين ، تضاف إليها عائدات تجارة السلاح والبضائع المهربة ، وحتى السجائر والساعات الرولكس " المضروبة " التي تباع على الأرصفة يمكن أن تنضم إلى قائمة مصادره ، لكن الواقع هو أن أحداً لا يستطيع تحديد حجمه أو موارده ، ولا التنبؤ بأوقات صعوده وانهياره .




لا يمكن أن يسجل الاقتصاد السري في أوراق أو تقارير رسمية أو رقابية ... لأن أصحابه يفلتون مثل الزئبق من أصابع الأجهزة الرقابية ومصلحة الضرائب ، ثم يعودون ليضعوا إقدامهم بوقاحة في وجه الكل ، ويشعلوا السيجار الكوبي الفاخر الذي يشترون اغلي أنواعه من موطنه ، ليقولوا للكل : إن تأثيرهم في اقتصاد أمريكا يفوق بعشرات المرات ما يمكن أن يفعله غيرهم ، ملايين الاقتصاد السري وملياراته لا يستبعد أحد أن تكون جزءً مهماً في تمويل احتلال العراق ... فميزانية سرقة العراق كانت كبيرة ، لكن أمريكا تعرف دائماً كيف تتصرف !!

وسط كل جوانب الاقتصاد السري الأمريكي تظل صناعة البورنو هي الملكة ... هي الفاكهة التي تتوسط جنة " الفساد الأمريكي " بشكل لا يمكن تصوره في أي بلد آخر ، لقد قرر كاتب وصحفي أمريكي يدعى " ايريك شلوسر " أن يؤلف كتابا اسمه ( الاقتصاد السفلى : ما تحت أرض أمريكا ) ، وهو كتاب قال عنه الكل انهيكشف للناس ما يعلمون أنه موجود لكنهم لا يجرءون على الاعتراف بوجوده ، ويصدم الكل بالتفاصيل المذهلة التي أوردها فيه حول صناع البورنو ونجومه وأعدائه في أمريكا ، ليدرك كل من يقرأه أن صناعة الجنس اكبر بكثير من مجرد لحظات متعة يسرقها المراهقون .



أراد شلوسر في كتابه أن يدرس صناعة البورنو الأمريكي لسبب اقتصادي بحت ، لا شأن له بالأخلاق ولا بالدين ، فقاده كتابه إلى مزيد من الفهم للمجتمع الأمريكي الذي لا يكاد يفهمه احد ... أراد أن يعرف السر الذي يجعل صناعة الجنس تصنع ثروات وتدمر إمبراطوريات في لمح البصر ، فوجد نفسه يقرأ السوق الأمريكي السري بأعين جديدة ، فهمت كيف يتلاعب ملوك البورنو بالقانون وبالسوق ، وكيف ركزوا عملهمكله على قاعدة اقتصادية واحدة ، تؤكد على أن السوق يمثل مجموع الرغبات والاحتياجات البشرية ، وأن دورهم هو التلاعب بهذه الرغبات كي يتجه السوق إلى المكان الذي يريدونه .



ببساطة قال شلوسر في مقدمة كتابه : إن البورنو ، وغيره من مصادر الاقتصاد السري ، يمثل جزءً حيوياً من أمريكا ... دوره لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه شركات أمريكية عملاقة أخرى مثل مايكروسوفتوجنرال موتورز وجنرال إلكتريك وفورد وبوينج للتحكم في اقتصاديات العالم ، فقط صار البورنو أكثر نفوذاً منها مجتمعة ... صار " ثقافة " مستقلة في حد ذاتها ، تكاد أمريكا تحتكرها وتصدرها إلى العالم كله ، البورنو هو الوجه الآخر لكل الأنشطة الاقتصادية الأمريكية ( المحترمة ) ، وكل ما فعله كتاب شلوسر هو أن وضع وجه العملة الآخر أمام الناس لأنه لا أحد يمكن أن يرى أمريكا الحقيقية إلا إذا رأى كل وجوهها .
الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة الدين ، دين العفة والطهارة ، دين الحجاب والستر ، دين الأدب والأخلاق والكرامة


أين وكيف يتم تصوير الأفلام الإباحية والمقاطع الجنسية ؟


أين وكيف يتم تصوير الأفلام الإباحية والمقاطع الجنسية ؟

.
هذا الموضوع له علاقة بقسم : ثقافة لذيذة ، سياسة وصراحة




إن ما يقرب من ثلاثة أرباع أفلام البورنو يتم تصويرها في مدينة لوس انجلوس ، في وادي سان فرناندو الذي يمثل قلب صناعة البورنو في العالم ، أما معظم عائدات هذه الصناعة فتأتى عن طريق بيع وتأجير الأفلام الجنسية ، فأي فيلم عادى يتم بيعه بحوالي 60 دولاراً ويتم تأجيره بـ 3 دولارات في الليلة ، أما فيلم البورنو فيتم بيعه بحوالي 20 دولاراً وتأجيره بـ 4 دولارات في الليلة ، وهو ما جعل هناك أكثر من 25 ألف محل لبيع وتأجير الأفلام الجنسية في أمريكا ، وجاءت خدمة " الدفع للمشاهدة " للأفلام لتصبح الدجاجة التي تبيض ذهباً بالنسبة لصناع البورنو ،



الأمريكان ينفقون 465 مليون دولار سنوياً على الأفلام المدفوعة عبر الكابل ، تربح شركات البورنو 25 % منها ، بينما يذهب الباقي إلى شركات الكابل التي تنقلها ، ثم ينفق الأمريكان 200 مليون دولار إضافية على الأفلام التي يطلبون مشاهدتها في الفنادق ، وتأخذ الفنادق الكبرى مثل هيلتون وهوليداى إن وشيراتون وماريوت نسبة تبلغ 15 % من عرض أي فيلم فيها .



إلا إن هناك سوقا للبورنو يزدهر إلى جوار السوق الأصلي ... هذا السوق هو سوق أفلام الهواة التي صارت تزاحم أفلام المحترفين وأحياناً تزيحها ، لتشكل على الأقل 20 % من سوق البورنو الأمريكي ، تقع معظم شركات الهواة في كاليفورنيا الجنوبية ، ويطلقون عليها ( شركات الأمريكيين الذين يريدون أن يشاهدهمالناس وأن يشاهدوا هم الناس ) ، أقدم وأشهر هذه الشركات يملكها رجل يدعى " تيم ليك " : رجل درس الأدب ، وانشأ مع زوجته شركة أفلام الهواة ليتلقى فيها ما يقرب من 10 أفلام كل أسبوع من كل أنحاء أمريكا ، الممثلون فيها أشخاص عاديون ، من كل جنس وشكل وليسوا مثل الأشكال المحددة المعروفة لنجوم البورنو المحترفين .



كان كل من تيم وزوجته من نجوم البورنو السابقين في لوس أنجلوس قبل أن يتجها إلى صناعة البيزنس الذي عملا فيه طيلة حياتهما ، لكن معظم (نجمات) البورنو يتجهن إليها حباً في الجنس والشهرة والمال ، فممثلة البورنو المحترفة تربح ما يقرب من 100 ألف دولار مقابل أن تؤدى 20 مشهداً فقط طيلة العام ، لكن هذا النظام لا يسرى إلا على أقل من 10 ممثلات شهيرات ، أما باقي الممثلات فعادة ما تتلقى الواحدةمنهن أجراً يبلغ 1000 دولار للمشهد الواحد الذي يستغرق في الغالب ساعتين للتصوير أما الغالبية العظمى من ممثلات البورنو فعادة ما يربحن من 400 إلى 800 دولار في المشهد الواحد ، ويعملن ثلاث مرات أسبوعياً .



يتحدد الأجر الذي تتلقاه ممثلة البورنو وفقاً لمدى اقتراب شكلها من النموذج المثالي للجمال ، ومدى استعدادها لتمثيل مشاهد خارجة عن المألوف ، والأهم أن تكون وجها جديداً ، إذ أن العمر الزمني لأي ممثلة بورنو لا يزيد على العامين ، والطلب في سوق صناعة البورنو مستمر دائما للحصول على فتيات تتراوح أعمارهن بين أواخر سن المراهقة وبدايات العشرينيات ، أما الرجال فأمرهم سهل إذ أن دور الممثل يقتصر على كونه ( محفزاً ) لأداء الممثلة في الفيلم وبالتالي فالممثلون الذكور يربحون أقل من الممثلات لكنهم يتمتعون بعمر أطول في المهنة ، بل ويمكن أن يصل عدد أفلام الممثل الواحد إلى أكثر من ألف فيلم ، إلا أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقصف عمر ممثل البورنو هو أن يكون مصابا بالايدز ، لذلك صارت معظم الشركات تطلب من ممثليها إجراء فحص شهري للايدز قبل أن تسمح لهم بالعمل فيها .



وكل ممثلة تظهر في أحد الأفلام الجنسية تجد مجالا آخر مفتوحاً أمامها ، هو عالم نوادي التعري " الاستربتيز " ، لقد تضاعف عدد هذه النوادي في الولايات المتحدة في الفترة ما بين 1987 وحتى 1992 ، وصار عائد أحقر نادي فيها 250 ألف دولار سنوياً ، أما النوادي الراقية فتربح عادة 5 ملايين دولار سنوياً ، تعمل فيها نجمات البورنو كراقصات لتربح الواحدة منهن 20 ألف دولار أسبوعياً مقابل أداء 4 رقصات تستمر كل واحدة منها 20 دقيقة فقط ، أما باقي الراقصات فتتحدد أجورهن بمدى ظهورهن في أفلام إباحية : من لم تمثل في احد هذه الأفلام لا يزيد أجرها على 2000 دولار أسبوعياً ، أما من مثلت فيها فيبدأ أجرها من 4 ألاف دولار .



شيء واحد يجعل ممثلات البورنو يرفضن مواصلة العمل فيها ، هو كما تقول أحد ممثلات البورنو الشهيرات " كم الفساد الذي أصبح منتشراً لدى أصحاب هذه الصناعة ، وجعلهم مثل أصحاب باقي الصناعات العادية ، الذين يرفضون منح أي امرأة عملاً ، إلا إذا مارست الجنس معهم أولاً !!!
الحمد لله على نعمة الإسلام ، الحمد لله على نعمة الدين ، دين العفة والطهارة ، دين الحجاب والستر ، دين الأدب والأخلاق والكرامة


أسرار عالم البورنو في اعترافات ممثلة هولندية: ما ترونه ليس واقعيا.. وعملنا الترفيه لا الدعارة


أسرار عالم البورنو في اعترافات ممثلة هولندية: ما ترونه ليس واقعيا.. وعملنا الترفيه لا الدعارة


reporters - هل صناعة "البورنو" استغلال للمرأة؟ ولماذا تنتشر الأفلام الإباحية في المجتمعات العربية رغم حظرها رسميا؟

أسرار عالم البورنو في اعترافات ممثلة هولندية: ما ترونه ليس واقعيا.. وعملنا الترفيه لا الدعارة

آنا روزالس وعبير صراص– الحب ثقافة*– "البورنو وسيلة ترفيهية لا علاقة لها بالممارسة الجنسية والعلاقات العاطفية". هذه هي رسالة نجمة البورنو العالمية بوبي إيدن (Bobbi Eden) لمعجبيها من رواد ومستهلكي المواد الإباحية.
دخلت بوبي إيدن (وبوبي هو مختصر لاسمها الحقيقي باربرا) عالم البورنو وهي في الحادي والعشرين من عمرها. كانت قد عملت قبل ذلك في مجال عرض الأزياء لمجلات مثل هستلر، بينت هاوس، وبلاي بوي.
 تقول بوبي: "في ذلك الوقت وصلتني عروض التمثيل في أفلام بورنو، جربت وأحببت الفكرة فتابعت. قررنا أنا وشريكي في ذلك الوقت أن ندخل المجال معاً ونمثل مع بعض فقط. أعجبني العمل كثيراً وبدأت تصلني عروض جديدة".
 بورنو أم دعارة
هل كان لخيارها المهني تداعيات على حياتها الاجتماعية والشخصية؟ تقول إيدن: "فقدت بعض الأصدقاء الذين كانوا يعتقدون أنني مدمنة جنس، وكل همّي سرقة أصحابهن الرجال من بين أحضانهن. كان أمراً صعباً بالنسبة لي لأنهم اعتبروني بائعة هوى أو مهووسة بالجنس. هذه التجربة علمتني الكثير عن نفسي. ما أقدمه هو الترفيه - الانترتينمنت – وهذا يختلف كلياً عن الدعارة".
 هل من حدود أخلاقية لما تقدمه؟ تقول إيدن: "نعم، فأنا لا أرغب بالجنس الجماعي، أو الهارد كور بورنو". تضحك وتضيف: "ربما لأنني جبانة وليس بمقدوري أن أولج أي شيء في كل فتحة في جسدي".
البورنو ليس واقعياً
هل تتفق نجمة البورنو على أن المواد الإباحية التي تتفنن بها تعطي انطباعاً خاطئاً أو على الأقل ليس واقعياً عن الممارسة الجنسية في الحياة اليومية؟ وأنها قد تدفع بالمشاهد لرؤية الطرف الآخر من منظور جنسي بحت؟ تقول: "هذا صحيح ومن المهم أن يعرف الشباب المستهلك بأن البورنو ليس سوى "فانتازيا" وأنه لا يعكس الممارسة الحقيقة في الحياة اليومية. نحن نقوم بإمتاع الناس من خلال الفيلم، ونمدهم بالخيال الذي يتوقون إليه".
 "لا علاقة بين البورنو والحب"، تضيف إيدن التي تنصح الشاب أو الفتاة المشاهدة قائلة: "لا تحاول أن تخلق من علاقتك العاطفية مع شريكتك مشهدا من مشاهد أفلام البورنو، فلا علاقة بينهما".
 ما يزعج النجمة الهولندية صرعات استخدام العنف في الأفلام الإباحية. "من ناحية، يزعجني هذا الأمر لكن من ناحية أخرى ربما يكون وسيلة لاستيعاب غضب الأشخاص العدوانيين بدلا من أن يفرغوا طاقاتهم بشخص آخر في الحياة الحقيقية".
 الواقي ليس "سكسي"
يخضع العاملون في قطاع إنتاج البورنو لفحوصات طبية منتظمة، للتأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم بأمراض جنسية كما تقول إيدن.  ولكن كما في القطاعات الأخرى، هنالك دائما خطر "أن يكون أحدهم مصاباً بسبب علاقة جنسية عرضية لم يفصح عنها لمشغله". رغم كون الواقي الذكري أفضل الطرق للوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً  تقول إيدن: "أحترم النساء اللواتي يحرصن على استخدام الواقي الذكري في الأفلام، لكني لا أجده "سكسي" بالنسبة لي شخصياً".
 عمل صعب ومؤلم
هل من نصائح تقدمها إيدن لفئة الشباب؟ "لا أنصحكم بالعمل في هذا القطاع"، تقول مبتسمة وتضيف: "يتوجب الحرص والبحث الدقيق عن دور إنتاج أخرى وليس فقط التعاقد مع أي شخص يعرض عليك هذا النوع من العمل".
 لا تخلو قصة بوبي إيدن من تناقض ما. فرغم أنها تحب مهنتها ويثيرها إعجاب المشاهد لها، إلا أنها تفصح في نهاية لقائها مع "الحب ثقافة" بأن المشاهد التي نراها في أفلام البورنو، تبدو مثيرة وجذابة وساخنة للمتابع. لكنها في الوقت نفسه غير مريحة بل أحياناً مؤلمة بالنسبة للممثلة."
تضيف ضاحكة: "معظم الأوضاع صعبة - لا بد أن تكون بهلوان يلعب الجمباز في السيرك لكي تتمكن من اتقانها."
وعد بوبي
لن تكرر نجمة البورنو العالمية وعدها لمعجبيها هذا العام بمناسبة مشاركة الفريق الوطني الهولندي في كأس العالم. فقبل أربعة أعوام بالضبط غردت إيدن واعدة بأنها وصديقاتها سيمارسن الجنس الفمي مع متابعيها في حالة ما إذا فازت هولندا بكأس العالم. "كنت عصبية جداً عندما اقترب الفريق البرتقالي من الفوز في النهائي".  ولحسن حظ إيدن لم يفز الفريق البرتقالي بالبطولة، لكنها في المقابل فازت بعدد  هائل من المتابعين على توتير.
كيف تنظر لصناعة الأفلام الإباحية؟ وهل منعها في بلدك يقلل من انتشارها؟

حقائق جزائرية


الفساد ظاهرة إنسانية قديمة في الأمم, ولا يكاد يخلو عصر من العصور من ظاهرة الفساد, والفساد سبب كل تخلف يصيب الأمة, وسبب لكل ما يتلوه من أمراض تطيح بأحلام أبناء الأمة وشبابها, والفساد سبب للاستبداد والدكتاتورية وخير معين للطغاة والفاسدين, فأينما وجد فساد وجد التخلف والعكس صحيح, وأينما وجدت الديكتاتورية والاستبداد وجد الفساد والعكس أيضا صحيح, حتى صرنا في ذيل الأمم, وصرنا أكثر الناس تخلفا بعد أن كنا سادة هذا العالم, وصرنا أضعف الناس وأهون الناس بعد أن كنا قادة العالم, على الرغم من أن ديننا الحنيف يحارب الفساد بكل صوره ويقتلع أسبابه وجذوره.
مفهوم الفساد
الفساد له الكثير من التعريفات, تشترك في وصفه بأنه إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة في تحقيق كسب خاص, فيعرف معجم أوكسفورد الإنكليزي الفساد بانه (انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة)((2) ), وتعرفه منظمة الشفافية الدولية بأنه (كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته), ويعرفه البنك الدولي أنه (إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص), وتعريفات الفساد كثيرة تتنوع تبعا لتنوع البيئة المتواجد فيها, ولكنها تدور كلها في فلك التعريفات المذكورة.
أسباب الفساد
تختلف أسباب الفساد من بيئة لأخرى حسب الثقافة السائدة, ولكن هناك أسباب أساسية متواجدة في كل المجتمعات وهى السبب الرئيسى في الفساد, وتبعا لذلك ووفقا لمدى توافر هذه الأسباب الرئيسية تتحدد مدى فاعلية الأسباب الأخرى, ويمكننا أن نتحدث عن تلك الأسباب الرئيسية باختصار فيما يلى:
- ضعف الإيمان والوازع الدينى, فالنفس الخاوية من الإيمان, التى لا تخشى الله ولا رسوله, لا تبالى بارتكاب المحرمات, ولا تخشى من العقاب الربانى على الفساد في الأرض, ولا تشعر بالضيق ولا بالهم الذى يشعر به المؤمن في حال اقترافه الفساد, بل يزين له الشيطان سوء عمله, ويسمى الأسماء بغير مسمياتها, فتراه بعد فترة لا يخشى من ارتكاب الفساد ولا يستتر من الناس, فيصير الفساد عادة والصلاح منكرا.
- اتباع الهوى وانتشار الأخلاق الفاسدة، مثل الكذب، والنفاق، والرياء، والغلظة، وسوء الظن، وعدم الوفاء بالعهود، والعقود، وخيانة الأمانة والرشوة والمحسوبية والاحتيال, والهوى ميل في النفس إلى الشئ واتباع الهوى مذمة لما يؤدى إليه من معاصى ومفاسد فقال تعالى داعيا إلى عدم اتباع الهوى " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)" (سورة النازعات) , وقال تعالى محذرا من اتباع الهوى " وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" (سورة ص :26) , ويقال أنه إنما سمى الهوى لأنه يهوى بصاحبه, فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمه، وكذلك في السنة لم يجىء إلا مذموماً إلا ما جاء منه مقيداً بما يخرج معناه عن الذم كقولهم: هوى حسن, وهوى موافق للصواب، وقد قيل: الهوى لايؤمن((3) ).
- ضعف السلوكيات الطيبة، وانتشار المادية بين الناس وتفكُّك عرى التكافل والتضامن الاجتماعي، وانتشار الأنانية والحقد والكراهية.
- فقدان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو يعتبر صمام أمان للمجتمع من الفساد فإذا غاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فشا الفساد وانتشر.
- الحكم بغير ما أنزل الله والتسلط على الناس وكبت الحريات، وتطبيق نظم وقوانين وضعية تخالف شرع الله عز وجل.
أما أسباب الفساد المختلفة حسب البيئة والظروف فنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر وباختصار ما يلى:
- تمسك الحكام بالسلطة, ومحاولاتهم المستميتة للحفاظ على الكرسي أبد الحياة, وفي سبيل ذلك يفعلون أى شئ, فيعملون على نشر الفساد في أركان ومؤسسات الدولة حتى يقيدوا الناس بقيود من الفساد فلا يطالب الناس بحقهم في حياة كريمة وحريتهم وحقوقهم الأخرى المشروعة, وهذا هو ما يسمى بالفساد الأفقى.
- سياسة الخصخصة وتحويل القطاع العام إلى القطاع الخاص وما يشوب تلك العملية من مجاملات ومحاولات الحصول على أكبر قدر من المكاسب.
- شعور الناس أن القانون لا يطبق إلا على البسطاء منهم, بينما كبار الفاسدين لا يقترب أحد منهم وهم فوق القانون.
- ضعف المجتمع المدنى وتهميش دور مؤسساته في مواجهته والتصدى له.
- التفاوت الرهيب في الأجور بين عامة وكبار الموظفين في الدولة بشكل يثير الحنق والغضب لدى البسطاء.
- شعور عامة الناس أنهم غرباء أو مواطنون من الدرجة الثانية لأنهم لا يتمتعون بأبسط حقوقهم الآدمية في المأكل والمسكن والعلاج.
- تغلب علاقة النسب والقربى على الواجبات والالتزامات الوطنية.
- انتشار مظاهر الجهل ونقص المعرفة بالحقوق والواجبات.
- ضعف الرقابة ومتابعة الأداء الوظيفي, وفي كثير من الحيان يطال الفساد أجهزة الرقابة أيضا, وهذا ينتشر بصورة ملحوظة في دول العالم الثالث.
- غياب التشريعات والأنظمة التي تكافح الفساد, أو وجود تشريعات قاصرة في تعريفها لمفهوم الفساد ورؤيتها الجزئية لوسائل محاربته.
- ضعف السلطتين القضائية والتشريعية وخضوعها للسلطة التنفيذية.
- قوة ترابط وتكاتف الفاسدين والمفسدين ودقة تنظيمهم واتساع نطاقهم.
صور الفساد وأنواعه
للفساد صور وأشكال مختلفة, تتنوع أيضا بحسب البيئة والظروف المحيطة, ومن الصعب حصر كل مظاهر وأشكال الفساد, ومن أبرز صور وأشكال الفساد في العصر الحالى وأكثرها انتشارا ما ذكره الدكتور حسين شحاته أستاذ الاقتصاد الإسلامي((4) ):-
- من صور الفساد في مجال المال: السرقة والاختلاس والرشوة، والتربُّح من الوظيفة، واستغلال الجاه والسلطان والربا، والمضاربات والقمار ومنع الزكاة، وصور خيانة الأمانة في المعاملات المالية.
- من صور الفساد في مجال العمل: الإهمال والتقصير، والتعدِّي على لوازم العمل، وعدم الإتقان، وعدم الانضباط والالتزام بنظم العمل، والمحسوبية وعدم تكافؤ الفرص، وبخس العامل حقوقه.
- من صور الفساد في مجال الاستهلاك والإنفاق: الإسراف والتبذير، والإنفاق الترفي والبذخي والمظهرية، والتقليد غير النافع، وعدم الالتزام بالأولويات الإسلامية.
- من صور الفساد في مجال التداول والتجارة: الغش والتدليس، والغرر والجهالة، والغبن والبخس، والمماطلة في أداء الحقوق، والاحتكار والمعاملات الوهمية والرشوة والعمولات الزائفة.
ونضيف إلى ذلك أيضا الواسطة ونهب المال العام, والابتزاز والمحاباة وغير ذلك من المظاهر.
قصور الرؤى المجردة لمحاربة الفساد
قضية محاربة الفساد تشغل الجميع, بدءا من الشعوب وليس انتهاء بالحكومات بل حتى المنظمات الدولية قد عملت أيضا على محاربة الفساد, ووضعت تعريفات للفساد وكذلك سبل ومقترحات لمواجهة هذا الفساد, إلا أن الملاحظ في غالبية هذه السبل المتبعة لمحاربة الفساد هو قصورها في تعريف مفهوم الفساد, وكذلك أسباب الفساد, ومن ثم وجود قصور في سبل معالجة ومحاربة هذا الفساد, علاوة على أن غالبيتها يعالج المشكلة ولا يعالج السبب, ورغم وجود بعض الحلول التى تعالج الأسباب إلا أنها تعالج الأسباب البسيطة وليس الأسباب المتجذرة التى هى الأساس في وجود ظاهرة الفساد وانتشاره في المجتمع.
الفساد في القرآن والسنة
لقد ذكر الله تعالى الفساد ومشتقات اللفظ في القرآن الكريم في حوالى خمسين آية كريمة, فتارة يتحدث سبحانه وتعالى عن الشرك والكفر والنفاق وهو فساد العقيدة فيقول تعالى " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)" (سورة البقرة) , وذكر الفساد في القرآن بمعنى سفك الدماء وانتهاك الأعراض فقال تعالى " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)" (سورة القصص) , وذكر بمعنى قطيعة الأرحام وقطيعة كل ما أمر به الله تعالى أن يوصل " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)" (سورة محمد)

المراتب الخمس للإفساد في الأرض
وبالنظر إلى الآيات التى تحدث فيها ربنا عز وجل عن الفساد في القرآن, نجد أن فساد البشر على مراتب خمس(5) نوجزها فيما يلى:
1. إفساد النفس بالإصرار على المعصية والذنب والتولى عن الحق والإعراض عنه, وفعل المحرمات ومخالفة أوامر الله عز وجل.
2. إفساد الذرية والأتباع والأولاد حيث أنهم يقتدون بالكبار ويقلدونهم في مساوئهم.
3. إفساد الدائرة المحيطة بالمفسدين عن طريق بث أخلاق وصفات ودعاوى الفساد، وذلك بالإسراف في المعاصي حتى يتعدى أثرها إلى غير أصحابها.
4. إفساد الدائرة الأوسع في المجتمعات عن طريق إشاعة الأمراض الاجتماعية المفسدة بواسطة المضلين مثل إثارة فتن الشبهات والشهوات، والوقوف في وجه المصلحين وإحداث العقبات في طرقهم زعماً بأنهم يقفون ضد مصالح الناس.
5. الإفساد الناشئ عن فساد الحكام والقادة والزعماء، وهو الفساد الأكبر، لأن الكبراء إذا فسدوا في أنفسهم فإنهم ينشرون الفساد بقوة نفوذهم واستخدام سلطاتهم وقوتهم.
تصدى الإسلام ومحاربته الفساد
قال الشيخ حسن البنا (الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا, فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة, وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة, وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء, وهو مادة وثروة أو كسب وغنى, وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة, كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء), من هذا التعريف البسيط الذى لا يختلف المسلم الحقيقى على صحته, نفهم أن الإسلام نظام حياة شامل كامل صالح لكل زمان ومكان ويصلح أحوال الناس والمجتمعات في كل زمان ومكان.
إن الدين الإسلامي الحنيف حارب الفساد منذ اليوم الأول لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم, فالإسلام ذاته ثورة ضد الفساد, بدءا من فساد العقيدة فقد جاء ليحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وجاء ليقضى على الأخلاق الذميمة والعصبيات الجاهلية, وينشر بدلا منها, الأخلاق القويمة الحميدة, وتكون العصبية للدين وحده, جاء ليقضى على كل مظاهر الفساد الاقتصادية والاجتماعية ويؤصل بدلا منها كل ما هو حسن وكل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويجعلها رائدة العالم كله.
إن الإسلام عندما يتعرض لمشكلة من المشاكل فإنه يعالجها بطريقة حكيمة ومنطقية, فالإسلام ينظر إلى أسباب المشكلة الجوهرية ويسعى لعلاجها, فإذا ما عولجت الأسباب فمن السهل حينئذ علاج الأعراض والنتائج, وهكذا هو نهج الإسلام دائما, وفي محاربة الفساد ينتهج الإسلام نفس المنهج القويم, فالإسلام قد نظر إلى هذا الفساد بكل صوره وأشكاله وأعراضه, وأدرك أسباب الخفية والظاهرة وعمل على علاجها علاجا جذريا حقيقيا وليس علاجا صوريا كما هى المناهج العصرية التى ينتهجها الناس اليوم, ثم عالج الفساد بعد حدوثه وحاربه بسبل وطرق لا يستهان بها إطلاقا بل لقد أثبت التاريخ أن النهج الإسلامى هو أنجع السبل في محاربة الفساد, وهذا ليس بالشئ الغريب فالإسلام منهج حياة كامل متكامل صالح لكل زمان ومكان ويصلح كل ما أفسده الناس في كل زمان ومكان.
تنمية الوازع الدينى
لأن جريمة الفساد إنما هى مخالفة صريحة للأوامر الإلهية ولما جاء بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه المطهرة صلى الله عليه وسلم, وهى مخالفة للضمير له أو تغييب له, فهو دليل على ضعف الوازع الدينى لدى الفاسد والمفسد, ولهذا فإن الإسلام يعمل على تنمية وتقوية الوازع الدينى لدى كل أفراد المجتمع حتى يكون الوازع الدينى هو الذى يمنع المرء من ممارسة الفساد وارتكاب جرائمه, فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) (6) , وقد جاء الأمر الإلهى بالإصلاح ودفع الفساد بل والأخذ على يد المفسد حتى يتوقف عن فساده, فقال تعالى في كتابه الكريم " وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)" (سورة الأعراف) , وقال عز وجل في نفس السورة " وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)" , وقال عز وجل " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)"
عدالة اجتماعية
العدالة الاجتماعية هى إعطاء كل فرد ما يستحقه وتوزيع المنافع المادية في المجتمع، و توفير متساوي للاحتياجات الأساسية, كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي.
ولا يشك عاقل في أن انعدام هذه العدالة الاجتماعية في أى مجتمع من المجتمعات سبب هام جدا من أسباب الفساد مهما كانت القوانين صارمة والعقوبات شديدة والحكومات حازمة في تنفيذ القانون, لذا من الضرورى والحتمى لأى دولة تريد القضاء على الفساد أن تعالج هذه المشكة.
وقد وضع الإسلام قواعدا وأسسا لهذه العدالة الاجتماعية وهى كما ذكرها لنا الشهيد بإذن الله سيد قطب (التحرر الوجدانى المطلق, والمساواة الإنسانية الكاملة, والتكافل الإجتماعى الوثيق)(7) , أما عن وسائل تحقيق العدالة الاجتماعية في الإسلام فقد حددها لنا المفكر الشهيد سيد قطب رحمه الله في سياسة الحكم وسياسة المال في الإسلام فيقول (الإسلام يفرض قواعد العدالة الاجتماعية، ويضمن حقوق الفقراء في أموال الأغنياء، ويضع للحكم وللمال سياسة عادلة، ولا يحتاج لتخدير المشاعر، ولا دعوة الناس لترك حقوقهم على الأرض)(8) , أما سياسة الحكم فللمسلمين الحق في اختيار حاكمهم, والحاكم في الإسلام ملزم بالإنصياع لإرادة الأمة وعدم مخالفة شرع الله وتحقيق الشورى بينهم, وأنه لا يطاع الحاكم في معصية لله وللأمة حق خلع الحاكم طالما أخل بشروط الحكم وعلى رأسها إقامة شرع الله وتحقيق العدل, وأما سياسة المال فقد حفظ الإسلام الملكية الخاصة وحرم التعرض لها ووضع عقوبات رادعة لذلك, ولكن لا تستخدم هذه الملكية فيما يتعارض مع مصلحة الجماعة بل يجب أن تصب فيها, وسياسة المال في الإسلام تقوم على وسيلتين وهما لتشريع المالي الذي يرمي إلى تحقيق المجتمع الصالح, وتوجيه التداول المالي لتطوير الحياة البشرية إلى الأحسن, كما أنها تقوم على قاعدتين مهمتين كما يذكر الشهيد سيد قطب رحمه الله وهما قاعدة الاستخلاف فالمال مال الله، والناس مستخلفون فيه بشرط حفظ شريعة الله فيه، وكل تجاوز للشرط نقض للاستخلاف, وقاعدة التملك المشروط: للفرد حق التملك والاستثمار بشرط الخضوع للشرع وبشرط التكافل الجماعي.
إن هذه العدالة الإجتماعية التى تمتع بها الإسلام ودعا إليها وفرضها منذ اليوم الأول والتى كانت أحد أركان ودعائم الدولة الإسلامية الناشئة بالمدينة المنورة في ظل حقول من الألغام المحيطة بالمدينة وكثرة الأخطار التى تتهددها, وإلا فكيف بمجموعة من الرجال صغيرة العدد فرت من مكة في جنح الظلام معظمهم من الفقراء وبعضهم من العبيد أن تنشئ دولة عظيمة في عشر سنوات من الزمان ثم تقارع كلا الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية, ثم تواجه خطر تمرد القبائل العربية وحروب الردة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم, لقد كان لابد من صمام أمان لهذه الأمة حتى يشتد عودها وقد كانت العدالة الاجتماعية جزءا من هذا الصمام.
الإسلام يحارب الفقر
قال نيلسون مانديلا (الفقر الواسع النِّطاق، وانعدام المُساواة بشكلٍ فاحش، مِن أسوأ نكبات هذا الزَّمن، حتى إنَّه ينبغي اعتبارهما منَ المساوئ الاجتماعيَّة جنْبًا إلى جنب مع العُبُودية والفصل العُنْصري)(9) , والفقر سبب أساسى من أسباب الفساد في المجتمعات ولهذا فقد جاء الإسلام بعلاج لهذه المشكلة من جذروها.
لقد قرن الرسول والصحابة وعلماء الأمة وأئمتها الفقر بالكفر في كثير من المواقف, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر)(10) , وكان على بن أبى طالب كرم الله وجهه يقول (لو كان الفقر رجلا لقتلته), وقال سفيان الثوري (لأن أجمع عندي أربعين ألف دينار حتى أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذلي في سؤال الناس) وغير ذلك كثير يبين أن الفقر طريق يؤدى إلى الكفر, فإذا كان كذلك فمن باب أولى أن يكون طريقا يؤدى للفساد.
إن علاج مشكلة الفقر في الإسلام منهج متكامل منها ما هو خاص بعلاقة الإنسان بربه وطاعته إياه فطاعة الله سبب لتفريج الهموم وحل المشكلات ومنها ما هو مادى, والإسلام لم يغفل أيا منهما بل جعلهما في خط متواز
ومن وسائل الإسلام في علاج الفقر ما يلى:
حث الإسلام الناس على العمل وطلب الرزق, فقال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان، إلاَّ كان له به صدقة)(11) , وقال أيضا (ما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ نبيَّ الله داود كان يأكل من عمل يده)(12) , وغير ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة التى تحث على العمل.
الزكاة: فقد فرض الله على المسلمين الزكاة وجعلها المولى عز وجل ركنا من أركان الدين لا يكتمل إسلام المرء وبدونها ومن أجلها قامت حروب الردة ووقف الصديق أبو بكر رضى الله عنها موقفا رائعا رافضا أية محاولة لتثبيط همته في قتال هؤلاء مانعى الزكاة وقال(أينقص الدين وأنا حى) وهذا يوضح أهمية الزكاة في الإسلام, وتطبيق الزكاة في المجتمع يحميه من الفساد حيث أنها تعمل على علاج الفقر, ومن ثم تطيب نفس الفقير تجاه الغنى وتجاه المجتمع ككل, فلا يسعى للسرقة أو الاختلاس ويعمل على حماية المال العام حيث في الحفاظ عليه فائدة تعود عليه وهى حقه في الزكاة إن كان من مستحقيها, ويجب البحث عن سبل وطرق لكيفية تطبيق الزكاة في الوقت المعاصر بشكل يحقق كل الأهداف المرجوة.
التكافل الإجتماعى: وهو ما من شأنه أيضا الحد من الهوة الشاسعة بين طبقات المجتمع وإشعار الفقراء والضعفاء بأن المجتمع لا ينساهم وأنه حريص على القيام بواجبه تجاههم وهذا له آثار إيجابية ويشعر الفقير بالإنتماء للمجتمع ويجعله حريصا على قوة هذا المجتمع بعيدا عن الفساد, وقد كان هذا التكافل موجودا في عهد النبى صلى الله عليه وسلم وفي قرون الإسلام الأولى, وقد كان الصديق رضى الله عنه يكفل مسطح بن أبى أثاثة, حتى تحدث مسطح في حادثة الإفك فقال في عائشة رضى الله عنها قولا شنيعا, فأقسم أبى بكر ألا ينفق عليه ولا يعطيه من ماله لكن الله عز وجل نهاه عن ذلك فعاد الصديق إلى ما كان عليه.
وثمة سبل كثيرة ووسائل مستنبطة من المنهج الإسلامى لمحاربة الفقر لا يتسع المقام لذكرها.
منع المسؤولين وذوى المناصب الكبرى من ممارسة التجارة
كتب أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى عماله كتابا فقال فيه (نرى أن لا يتجر إمام ولايحل لعامل تجارة في سلطانه الذي هو عليه، فإن الأمير متى يتجر يستأثر ويصيب أموراً فيها عنت وإن حرص أن لا يفعل)(13) , والسبب (وذلك إدراكا منه أن ممارسة العمال والولاة للتجارة، لا تخلو من أحد أمرين، إن لم تكن الإثنان معاً: فإما أن ينشغل في تجارته ومتابعتهما عن أمور واحتياجات المسلمين، وإما أن تحدث محاباة له في التجارة لموقعه، ويصيب أموراً ليست له من الحق في شئ، وبهذا القرار سد عمر منفذاً خطيراً قد يؤدي إلى فساد إداري قل ماتتوارى عواقبه)(14) , ما يحدث اليوم من كبار المسؤولين في الدول من فساد عظيم جزء أساسى من سببه قيام المسؤول بممارسة عمل تجارى خاص به.
فتح قنوات الإتصال بين الوالي والرعية
فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتنع عن لقاء الناس, بل كان يقابل كل من أراد لقاءه صلى الله عليه وسلم وعلى هذا سار الخلفاء الراشدون الخمسة المتتابعون وتبعهم على ذلك عمر بن عبدالعزيز الخليفة الراشد رحمه الله, وقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المواسم (أما بعد فأيما رجل قدم إلينا في رد مظلمة أو أمر يصلح الله به خاصاً أو عاماً من أمر الدين، فله ما بين مائة دينار إلى ثلاثمائة بقدر ما يرى الحسبة وبعد السفر، لعل الله يجيء به حقاً أو يميت باطلاً، أو يفتح به من ورائه خيراً)(15) , ولا يخفى على عاقل أهمية وجود وسيلة اتصال بين الحاكم والمحكومين, وفي ظل التطور التكنولوجى الهائل يجب على كل الحكام والمسؤولين أن يتواصلوا مع شعوبهم ومحكوميهم ومرؤوسيهم.
التوسعة على الموظفين والمسؤولين وزوى المناصب الكبرى في الأرزاق
وهو عين ما فعله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه حينما تولى الخلافة, فحتى تكون هناك وقاية من الفساد, يجب أن نسد حاجة هؤلاء الأشخاص حتى لا يضطروا تحت وقع الضغوط المعيشية والحياتية وتحت ضغط المستوى الإجتماعى أن يمدوا أيديهم إلى أموال الناس فيأخذوا منها وهذا من باب سد الذرائع.
النهى عن أخذ الهدايا والهبات للموظفين والمسؤولين
وفي هذا وقاية للمجتمع من الفساد, فما الذى يدفع أى شخص إلى إعطاء هدية لموظف او مسؤول, إلا إذا كان يريد تحقيق مصلحة من ورائه, وحتى لو كان يريد حقه, فهذا الموظف يأخذ راتبا من أجل القيام بعمله فلماذا يأخذ الهدية؟!, وإذا كان يأخذ الهدية من الغنى فماذا يفعل الفقير الذى لا يملك ثمن الهدية؟!, لهذا فإن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عماله ينهاهم عن قبول الهدايا وقد رد على من قال له: ألم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل الهدية؟ فقال (بلى، ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة)(16)
الرقابة المجتمعية (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر)
من خصائص منهج الإسلام في محاربة الفساد هو تميزه منذ قرون عديدة بما نسميه اليوم الرقابة المجتمعية والوقاية المجتمعية من الفساد, فالإسلام يدعو إلى بل يأمر بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فقال ربنا عز وجل في كتابه الكريم " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)" (سورة آل عمران) , وقد اختلف العلماء في حكم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فمنهم من قال بأنه فرض عين ومنهم من قال بأنه فرض كفاية, وله ثلاث درجات بينها لنا النبى صلى الله عليه وسلم فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) (17) , وعن أهمية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في حماية المجتمع من الفساد وما يتبعه من الهلكة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) (18) , وفي الكتاب الكريم والسنة المطهرة من الآيات والأحاديث ما يبين كثيرا من أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وحينما يتواصى الناس بينهم ويذكرون أنفسهم ليل نهار بالمعروف ويتناهون فيما بينهم عن المنكر ويعملون على تغييره والوقوف سدا منيعا ضده, ليس باستخدام العنف بل باللين والحكمة والموعظة الحسنة, أو بالإستعانة بالسلطة القائمة في مواجهة الفساد, فهذا يقى المجتمع من الفساد, وحينما نصل إلى المرحلة التى يقوم الناس فعلا بهذا الأمر وحين يدرك كل فرد في المجتمع أهمية دوره البسيط هذا في حماية الأمة ونهضتها فنكون قد قطعنا شوطا كبيرا جدا في محاربة الفساد قبل وقوعه وانتشاره في المجتمع ككل.
رقابة السلطة (الحسبة)
كما أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فرض على المسلمين في شخوصهم فهو أيضا فرض على الحاكم الذى يحكم الدولة الإسلامية, ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم بصفته رئيس الدولة الإسلامية يمارس سلطته في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتغييره, والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتغييره هو أحد أهداف قيام الدولة الإسلامية وهو يميزها عن غيرها من الدول, فيقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى (إذا كان جماع الدين وجميع الولايات هو أمر ونهي فالأمر الذي بعث الله به رسوله هو المعروف ، والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر ، وهذا نعت النبي والمؤمنين)(19) , وهذا يبين لنا أهمية هذا الأمر في الدولة الإسلامية, (وليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملا واحد ، من أعمال الدولة الإسلامية بل هو كل عملها ، هو الذي تسعى وراء تحقيقه بجميع وسائلها وأسبابها . ويخضع له ويعمل كل قسم من أقسامها وكل شعبة من شعبها)(20) , (جميع الولايات الإسلامية مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)(21) , (والولايات كلها الدينية مثل أمرة المؤمنين ، وما دونها من ملك ووزارة وديوانية سواء كانت كتابة خطاب أو كتابة حساب المستخرج أو مصروف أرزاق المقاتلة أو غيرهم ، وبكل إمارة حرب وقضاء وحسبة وفروع هذه الولايات إنما شرعت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)(22) , كل هذا غيره الكثير مما لا يتسع المقام لذكره يؤكد أهمية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى تمارسه الدولة.
ولأجل هذه الأهمية فقد أسس أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأرضاه نظام الحسبة, وقد اهتم العلماء اهتماما بالغا بنظام الحسبة وألفوا فيه المؤلفت وصنفوا فيه المصنفات ومن أشهر من كتب عنها هو الإمام ابن تيمية في كتابه الماتع (الحسبة في الإسلام).
ومن وظائف المحتسب(23) القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومراقبة الأسواق العامة والموازين والمكاييل والمبايعات وأنواع الغش والتدليس والاحتكار والمعاملات الربوية, ودقة أماكن التربية والتعليم وأن يطلع على سير التعليم ومناهجه وأسلوب تلقينه ... فيعمل على منع ما هو فاسد منه وتشجيع ما هو حسن, ومراقبة الأبنية للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات, ويمكن استحداث أية صلاحيات للمحتسب حتى يتمكن من القيام بعمله على الوجه الأكمل وتكون النتائج مناسبة.
ومن أهم مميزات الحسبة, هى القدرة على كشف الفساد ومواجهته في الحال دون إعطاء الفاسد أية فرصة للمراوغة أو للتهرب وإخفاء جريمته, وكذلك الحسم في القضايا وعدم تعطيل مصالح الناس, والأهم من ذلك أنها تعتبر من أنجع السبل لبث روح الإصلاح ومحاربة الفساد وتشجيع الناس على الكشف والإبلاغ عن المفسدين.
ويجب أن يتم وضع ضوابط للمشتغلين في هيئة الحسبة حتى تحقق النتائج المرجوة منها.
العدل والمساواة أمام القانون والقضاء
إن الإسلام لا يفرق بين الناس أما القانون, فالكل عنده سواء, الحاكم والمحكوم, الغنى والفقير, القوى والضعيف, لا ينحاز الإسلام لأى جهة أو شخص كائنا من كان, ولقد أرسى الإسلام دعائم المساواة بين البشر أمام القانون بآيات بينات من كتاب الله عز وجل وأحاديث صحيحة من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)" (سورة النساء) , ولا يتحقق العدل في مجتمع من المجتمعات وهناك تمييز بين أفراد هذا المجتمع, فالتمييز ضد العدل, وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ, مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ, وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ, لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ)(24) , وقال صلى الله عليه وسلم (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)(25) , فالإسلام لا يفرق بين عربى ولا أعجمى, ولا يفرق بين أبيض ولا أسود, لا يفرق الإسلام إلا على أساس تقوى الله, وهذه لا يتعامل القانون معها, فالقانون لا ينقب عن التقى ويعفيه من العقاب ولا يجوز للقضاة ذلك.
ونسوق قصة تدل على العدل في الإسلام والمساواة أمام القانون بين جميع الناس أيا كانوا, ففي عهد النبى صلى الله عليه وسلم سرقت امرأة من بنى مخزوم وكانت سرقتها أن جحدت عارية عندها فرفع أمرها للنبى صلى الله عليه وسلم فأمر بقطع يدها, فجاء أهلها من بنى مخزوم بعد أن استعظموا أن يقول الناس أن امرأة من بنى مخزوم سرقت, إلى على بن أبى طالب يستشفعونه عند النبى صلى الله عليه وسلم فأبى فذهبوا إلى فاطمة الزهراء فأبت, فذهبوا إلى الحب بن الحب أسامة بن زيد رضى الله عنهما فذهب للنبى صلى الله عليه وسلم فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقال (أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)(26) , ووالله لو لم يكن في الإسلام سوى هذا الحديث دليل على المساواة أمام القانون لكفى, فقد أقسم رسول الله أن فاطمة لو سرقت لقطع يدها, وفاطمة هى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وزوجة أمير المؤمنين على بن أبى طالب, ووالدة الحسن والحسين وهى سيدة نساء أهل الجنة, وصاحبة المكانة العالية والمنزلة الرفيعة عند الأمة كلها.
تشديد العقوبة
جاء الإسلام بعقوبات شديدة على عدد من الجرائم، فجريمة السرقة عقوبتها في الإسلام قطع اليد، وهذه جريمة رادعة تجعل كل مجرم أو فاسد أو أي بشر كان، يفكر ألف مرة قبل مجرد التفكير في السرقة، خوفا من هذه العقوبة الشديدة التي ستظل مؤثرة عليه وعلى حياته بقية عمره، ولهذا فإن الذين طبق عليهم حد السرقة في التاريخ الإسلامي عدد قليل، هذا بالإضافة إلى أنه يرد الأموال أو الأشياء التي سرقها إلى أصحابها مرة أخرى، وهذا من عظمة هذا الدين، بخلاف ما نراه اليوم من عقوبات لا قيمة لها، لص يسرق ملايين من خزينة الدولة ولا يسجن سوى بضعة شهور في سجون مكيفة ليخرج ويستمتع بما سرق، وهذا التشديد في العقوبة يحمي المجتمع كله، بل إنه أيضا يمحو الدوافع لدى المجرمين والفاسدين، ويغلق معظم السبل والطرق والثغرات التي يرتكب بها جريمته، لأن تشديد العقوبة يسبقه كما أوضحنا توفير احتياجات أفراد المجتمع، وتحقيق العدالة.
مجدي داود