نورالدين الطويليع
الرحيل الرحيل, صارت هذه الكلمة النغمة المناسبة التي تجري على لسان كثير من أبناء مدينة اليوسفية, عدد كبير من الأصدقاء أبدوا لي رغبة ملحة في مغادرة المدينة لأن واقعها لا يبشر بخير, ولأن هناك من يريد لها أن تسير من سيء إلى اسوإ, ولأن الفساد تغول بها حتى صار صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
ربما تشهد المدينة حركة نزوح جماعي يغادر على إثرها الآلاف من سكانها إلى مدن أخرى, تماما كما تشهد ذلك المدن المنكوبة, مع فارق أن هذه الأخيرة تنتج أغنياء حرب, في حين أنتجت اليتيمة أغنياء سلم ملؤوا بطونهم وجيوبهم ووسعوا أوعيتهم العقارية وتطاولوا في البنيان, وجعلوا لهم أذنابا وأبواقا تسبح بحمدهم وتقدس لهم, وتتكفل, مقابل الفتات, بتجميل وجوههم القبيحة.
إلى متى هذا النزيف؟؟؟ اتقوا الله في هذه البقعة الغالية من الوطن قبل أن تتحول إلى مدينة أشباح, وحينئذ لن تجدوا إلا فراغا تؤثثه الأطلال والبوم, أم تراكم ستغادرون أنتم كذلك المدينة بعد أن تصدروا جحافل الغاضبين, وتستنفذوا ابتزازكم وتجعلوها قاعا صفصفا,لتتعقبوهم في "ديار الهجرة" وتمارسوا عليهم ذات الابتزاز؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق