الزين اللي فيك : طاحت السمعة علقو الحجام.

استطاع فيلم نبيل عيوش أن ينبش في طابو العهر في المجتمع المغربي و كلفته جرأة تناول ظاهرة الدعارة التي صارت تعرفها مدن اشتهرت بالسياحة الجنسية انتقادا لاذعا، و فيلم نبيل عيوش رغم تخطيه الخط الأحمر بالإيغال في مناطق ظليلة هي محظورة بحكم الدستور و الشرع و العادة و التقليد لم يستطع أن ينقل الصورة كاملة ، و جرعة تناول مشاهد حقيقية من الواقع نقلها بالصوت و الصورة و الرائحة بتفصيل الكلام و الملابس الفاتنة و الشعر الممشوق و عربدة النبيذ و الجعة في الليالي الحمراء ما جعل الوازع الأخلاقي الكامن في السلوك العربي ينتقد فضحا مكشوفا بطريقة فاضحة لواقع لا يمكن أن يحجبه غربال الثابت الديني بدون معالجة جذرية لتصدير الدستور.
و نحن لا يمكننا البتة الدفاع عن الخلاعة و أفلام العري من إنتاج مغربي خالص و لكن لا يمكن البتة إقفال القنوات الفضائية التي تقتحم بصورها الذهنية جمهور المتتبعين بطواعية هي عبارة عن أفلام الليبيدو و الشبقية كما لا يمكن منع المشاهدات لليوتوب بغزارة تتم في غفلة منا ، و لا يمكن في نهاية المطاف قطع دابر ظاهرة الجنس في واضحة النهار و جنح الظلام و بعلم السلطات بجرة قلم أو موقف ينتصر للأعراف و المتعارف عليه دون الوقوف أمام مرآة الواقع الواخزة.
إن محاكمة فيلم الزين اللي فيك هو ترجمة للمثل الشعبي ” طاحت السمعة علقو الحجام ” لأن أبيدار هي أبيدارات و يعرفهن الخاص و العام و كل لقطة أو قطعة من الفيلم الذي انتفض الجميع لمنعه من العرض في القاعات السينمائية ليس إلا لقطات يومية لن تتوقف بتوقف عرض هذا الفيلم الذي بالكاد نقل نزرا يسيرا من أفلام الواقع التي تشهد عليها الكازينوهات و الكاباريهات و فنادق خمس نجوم و الشقق المفروشة و دور الضيافة و تشهد عليها التقارير الأمنية و التي من الممكن رؤيتها بتجريب بسيط بإنفاق كبير و إخراج لن يستطيع نبيل عيوش إتيانه لأن المشاهد خرافية!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق