أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 يناير 2016

ارقام صادمة عشرين ألف عاهرة في مراكش

ارقام صادمة عشرين ألف عاهرة في مراكش 



فريق برلماني مغربي يعارض اليوم تعدد الزوجات وفاعلون حقوقيون يحتجون على الدولة لأنها ما زالت تسمح بالتعدد بعد كل هذه الأشواط التي قطعناها في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عن معانيها ذات الأبعاد الكونية ، التي لا تعترف بالوطن وحدوده الضيقة ولا الأعراف والثقافة وقيودهما الصارمة، اليوم صار الحديث عن ” تعدد الزوجات ” أولوية لا يجب أن يقدم عليها شيء وهنا مربط الفرس، من هنا نبدأ … ومن هنا نفهم …منذ سنوات خلت كتبت مجلة فرنسية عن وجود أزيد من عشرين ألف عاهرة في مراكش يتجولن بين فنادقها ومقاهيها ورياضاتها ،بكامل الحرية ويبعن أجسادهن يوميا دون أن يلتفت إليهن والواضح أن مراكش ليست استثناء فمثلهن موجودات في فاس ومكناس والبيضاء والرباط وأكادير و …
إننا أمام ظاهرة تمس كرامة مئات الآلاف من النساء، وتمرغ كرامة المجتمع برمته في الوحل لكنها ليست أولوية ،ف” تعدد الزوجات ” أهم منها ،لهذا لن نسمع عن أصوات برلمانية أو حقوقية تدعو إلى إغلاق الملاهي التي تذبح فيها عفة المغربيات ويداس فيها شرفهن صباح مساء . وأنت تستقل الحافلة أو أي وسيلة نقل عمومية ستستوقفك ولا شك مشاهد مقززة كل ساعة لأجساد نسائية تنتهك حرمتها ، متزوجات ،عازبات، طالبات …و لعل اللائي يعانين من هذه التجاوزات المنافية للأخلاق كثيرات، مئات الآلاف ولعل العدد أكثر لكن معاناتهن ليست أولوية . في الجامعات تخضع آلاف الطالبات للابتزاز الجنسي وفي المعامل و… كل هؤلاء قضاياهن ليست أولوية لكن قضية تعدد الزوجات التي لا تعني غير بضع مئات من النساء حسب الإحصاءات التي يوفرها قضاء الأسرة المختص بالنظر في طلبات التعدد ، قضية ملحة تقام بسببها الدنيا ولا تقعد حتى وإن كان التعدد في الغالب الأعم يتم بموافقة النساء اللائي تزعم الجهات الداعية إلى إلغائه أنها تمثلهن ، المسألة إذن في غاية الوضوح فليست مصلحة المرأة ما يهم هؤلاء وأولئك لقد صرح غير واحد من المدافعين عن “خطة إدماج المرأة في التنمية ” في أواخر تسعينيات القرن الماضي أنهم تلقوا دعما بملايين الدولارات لأجرأة توصيات مؤتمر بكين ، فالدفاع عن المرأة على هذا يخضع لإملاء الجهات المانحة ولا علاقة له البتة بقضاياها الجوهرية ،إن التعدد آلية واقعية حفظت تماسك المجتمع لفترات طويلة مثلما حفظت شرف نسائه وعفة رجاله إذ لم يسبق أن ذكر في تاريخ المغرب أنه اجتمعت عشرة ألف عاهرة دفعة واحدة مع أن المغرب القديم كان يضم الشمال الإفريقي وجنوب أوربا والسودان الغربي ،

ولنترك القارئ المغربي مع هذا النص التاريخي الذي يعطي صورة تقريبية عن واقع المرأة بالمغرب في زمن التعدد ليتضح مقدار الغبن الذي لحقها في زمن اللاتعدد يقول العلامة عبد الله كنون في النبوغ المغربي متحدثا عن فترة حكم “المنصور الموحدي” (كان عهده العهد الذهبي للمغرب سواء من ناحية استبحار العمران وازدهار الحضارة، أو من ناحية استقرار النظام وانتشار العدالة،
فكانت المرأة تخرج من بلاد نول إلى برقة وحدها ولا ترى من يعرض لها ولا من يمسسها بسوء) وللإشارة فبلاد نول تقع في السوس الأقصى على مقربة من أكادير بينما تقع برقة شرق ليبيا ، فهل تأمن المغربية على نفسها اليوم أن تتنقل من باب بيتها إلى دكان البقال المجاور دون أن تجد من يعرض لها أو يمسسها بسوء ؟ ببساطة كان بمقدور الرجل أن يتزوج أكثر من واحدة فلم يكن محتاجا للتحرش بالنساء وكانت فرص المرأة في الزواج كذلك متعددة فلم تكن محتاجة لاحتراف الدعارة لذلك لم يذكر الأجانب الذين كان يغيظهم نموذج المغرب الحضاري بلادنا بسوء ولم يجرؤ أحد منهم أن يكتب أن مراكش لوحدها تضم عشرين ألف عاهرة.
فرحم الله زمن التعدد ،ولكم نتمنى اليوم أن ينشرح صدر المعادين له لفهم ما فيه من الحلول الواقعية لمآسي مئات الآلاف من النساء اللائي دمرت الدعارة حياتهن لنسمع في قبة البرلمان في المستقبل “نريد قوانين تحمي التعدد وتتيحه لشرائح أوسع داخل المجتمع المغربي” آنذاك سنسمع عن نساء يخرجن من طنجة إلى الكويرة فلا يجدن من يمسسهن بسوء عوض أن نسمع عن عشرين ألف عاهرة وتسعة ملايين عانس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق