أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 ديسمبر 2015

لمستشارة النفسية دكتورة ثريا أبو السعود


لمستشارة النفسية دكتورة ثريا أبو السعود

شارك ....Share on Facebook0Tweet about this on Twitter0Pin on Pinterest0Share on Google+0Share on LinkedIn0Share on TumblrShare on StumbleUpon0Share on Reddit0Email this to someonePrint this page
الخيانة
الخيانة رسالة للطرف الآخر أنك لم تكفني!
الخيانة الزوجية أصبحت هاجسا مؤرقا لكيان البيوت في مجتمعاتنا فمع ضعف الوازع الديني والتساهل في ارتكاب المعاصي وإطلاق مسميات حديثة على الأمور انتشرت في الآونة الأخيرة تلك الخيانات ليتحول الأمر لظاهرة كان لا بد أن نبحثها..
ومع الدكتورة ثريا أبو السعود المستشارة النفسية سوف نتحدث عن الخيانة الزوجية بكل صورها وأشكالها وطرق علاجها والوقاية منها.
طرحت القضية: أمل نصر الدين
تصوير: سالم عماد
لماذا بدأت ظاهرة الخيانة في الازدياد؟
الخيانة الزوجية مشكلة موجودة وقائمة منذ زمن طويل وليست أمرًا حديثًا، ونجدها في كافة المجتمعات وفي كافة العصور وفي جميع البلدان، ولا تقتصر على فئة دون الأخرى بل تتواجد في كافة طبقات المجتمع وليس لها عمر محدد.
ولماذا زادت في الآونة الأخيرة؟
قد لا تكون زادت عن السابق بشكل كبير ولكن الانفتاح الحادث في المجتمعات جعل الكثيرين يتحدثون عن مشاكلهم ويبوحون بها، ففي السابق قد يخجل البعض من الاعتراف بوجود مشكلة ما في حياته الزوجية كالخيانة الزوجية، أما اليوم فأصبح العالم أكثر انفتاحًا بالإضافة لزيادة العوامل التي تساعد على حدوث الخيانة الزوجية.
هل الرجل خائن بطبعه؟
الرجل بحكم تكوينه وفطرته وجيناته قد لا يكتفي بزوجته ولهذا شرع الله التعدد وأبيح له الزواج بأربع، وسابقا حين كانت تذكر كلمة الخيانة فإن أول ما يتبادر للذهن صورة الرجل مع أنه لا توجد خيانة قائمة على طرف واحد فكل خيانة زوجية تتم يكون طرفاها رجلا وامرأة، سواء كانت تلك المرأة زوجة أم لا، بالإضافة إلى أننا بتنا للأسف نجد ازديادا في حالات الخيانة الزوجية من قبل الزوجات. فلا يمكن التعميم بأن الرجال أكثر خيانة من النساء أو العكس.
ما مفهوم الخيانة الزوجية؟
الخيانة الزوجية درجات مختلفة فبمجرد النظر أو التفكير في طرف ثالث بخلاف شريك الحياة بشيء من المشاعر والعاطفة يعتبر ذلك خيانة بالفكر تتدرج للمحادثات الهاتفية والرسائل والدردشة في الغرف الحوارية انتهاء بالوصول لجريمة الزنا والوقوع في حد من حدود الله.
وهل يختلف الأمر باختلاف التدرج؟
بالتأكيد فاقتصار الأمر على مجرد مكالمة هاتفية أو مقابلات يختلف عن الوقوع في علاقة محرمة بالفعل.
البعض يقصر مفهوم الخيانة الزوجية في مسألة الزنا؟
الوقوع في الزنا يستلزم العقوبة من الناحية الشرعية والقانونية، لكن الخيانة ولو بالتفكير في طرف ثالث بخلاف شريك الحياة ومنحه اهتماما وحيزا ومساحة من الوقت والفكر وانشغال البال به يعتبر أيضا خيانة لقدسية الحياة الزوجية القائمة على الصدق والإخلاص والثقة المطلقة، فكل طرف يمنح عمره وحياته لشريك حياته بمجرد الدخول في الحياة الزوجية.
لماذا تتطور أغلب العلاقات وتأخذ شكلا آخر خارج إطار الزواج؟
المسألة تبدأ بنظرة وإعجاب وكلام وهذا ما يسمى بخطوات الشيطان.
كيف؟
الابتعاد عما نهانا الله عنه من الاختلاط وعدم غض البصر والخوض في علاقات خارج الإطار الشرعي بحجة التمدن ومجاراة العصر يقود لمثل تلك الأمور التي تنتهي غالبا بالوقوع في المحظور فتبدأ علاقة بين زميل وزميلة أو بين رجل وامرأة تحت مظلة الصداقة وبمرور الوقت وسقوط الحواجز وكثرة التفكير والنظر والحديث كل تلك الأمور تمهد للوصول لجريمة الزنا فالأمر يأتي على خطوات. ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.
كيف؟
جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
(إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها اللمس، والرجل تزني وزناها الخطى، واللسان يزني وزناه المنطق، والفم يزني وزناه القبل، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه). فالحديث يحذر من الخطوات التي تجر الإنسان للوقوع في جريمة الزنا وأطلق على كل نظرة أو فعل لما لا يحل للإنسان كلمة “زنا” وذلك للتحذير من الوقوع مستقبلا فيها.
من أكثر قسوة خيانة المشاعر أم خيانة الجسد؟
كلاهما قاس بالتأكيد والأولى تقود للثانية كما ذكرنا، فالأصل في الحياة الزوجية الإخلاص والوفاء والثقة فحين يستهلك أحد الزوجين فكره وعقله ووقته ويشغله بشخص لا يحل له فإنه بذلك يقتل تلك المعاني السامية لمفهوم وقدسية العلاقة الزوجية ويجعل الطرف الآخر في حال اكتشاف الأمر يعيش آلاما وصراعات مما يزعزع أمن واستقرار الحياة الزوجية بالكامل.
هل يمكن تعريف الخيانة الزوجية؟
علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج تقوم بين أحد الزوجين وبين طرف ثالث خارج العلاقة وقد تحدث لوجود أسباب ومبررات وقد تحدث دون سبب واضح.
هل هناك شخصيات خائنة بالفطرة؟
هناك بعض أنماط الشخصية في علم النفس تعتبر خائنة بفطرتها لسد خلل موجود في الشخصية نفسها كما هى الحال في الشخصية الهستيرية أو الشخصيات التي تعاني من عدم تقبل لذواتها أو الشخصيات التي لديها جموح جنسي، فأنماط تلك الشخصيات تعتبر أنماطا خائنة بالفطرة حتى وإن توفرت لها جميع السبل السليمة لحياة زوجية مستقرة وصحيحة، نجدهم يبحثون عن طرف ثالث لإقامة علاقة غير شرعية، وذلك بسبب وجود اضطراب في الشخصية وتحدث منهم الخيانة دون وجود أسباب أو مبررات.
هل هذا ينطبق على المرأة أيضا؟
بالنسبة للمرأة الأمر يختلف فنجد أن المرأة التي تمتلك شخصية نرجسية وحب الظهور ورغبة في لفت الأنظار تلجأ للخيانة كوسيلة تستمد من خلالها ثقتها في نفسها بتعدد علاقاتها العاطفية.
هل يقترن الدافع للخيانة بالرغبة الجنسية؟
من المنظور النفسي لا يشترط أن يكون السبب الذي يدفع للخيانة هو الرغبة الجنسية فقط، لأن هناك أسبابا عاطفية ونفسية متعددة قد تدفع أحد الطرفين للخيانة بهدف الإشباع العاطفي وقد يتدرج الأمر ليصل لعلاقة محرمة أما الرغبة الجنسية كدافع أساسي لا يمكن أن يتم تعميمه على كافة الحالات.
ما الأسباب التي قد تدفع للخيانة الزوجية؟
هناك أسباب تتعلق بالرجل وأخرى بالمرأة وأسباب يشترك فيها كلا الطرفين.
ماذا عن الأسباب التي تتعلق بالزوج؟
الأسباب كثيرة ومتعددة وتختلف من شخص لآخر وقد تشترك عدة أسباب لتدفع صاحبها للخيانة من أهمها:
 ضعف الوازع الديني مع وجود اضطراب في الشخصية.r
 وجود مشكلة صحية تعاني منها الزوجة لفترة طويلة.r
 عدم اهتمام الزوجة بنفسها بعد مرور وقت طويل على الزواج.r
 انصراف الزوجة واهتمامها بالبيت والأبناء وإهمالها لزوجها.r
 تفاوت الرغبة الجنسية بين الزوجين وهذا الأمر منتشر بشكل كبير فنجد الزوجة لا تستطيع الوفاء بحاجة زوجها ومتطلباته من هذه الناحية.r
 رفض الزوجة فكرة زواج الزوج بأخرى وقبولها لمسألة الخيانة.r
 اختفاء العاطفة الوجدانية بين الزوجين والحوار المشترك.r
 وجود فراغ فكري ونفسي وعاطفي لدى الزوج.r
 الاختلاط الزائد في العمل.r
 الإعلام ووسائل التواصل الحديثة وما أحدثته من تسهيل التواصل بين الناس ساهم في ارتفاع نسب الخيانة الزوجية.r
 تبرير وتقبل المجتمع لخيانة الرجل وأن هذا أمر لا يعيبه.r
 الفضائيات وما تحويه من صور مثيرة للمرأة مما جعل الزوج لا يرضى بزوجته وحدوث مقارنات غير عادلة بين ما يشاهده في التلفزيون وبين زوجته.r
 فكرة أن الرجل الذي لديه خبرة قبل الزواج وتجارب عاطفية متعددة أفضل من الرجل الذي لم يكن له تجربة سابقة وسيطرة تلك الفكرة على عقول الكثيرين وأنه بذلك سوف يكون أكثر إقناعًا للزوجة ولكن للأسف فإن هذه العلاقات قد تجعله يلجأ للخيانة مستقبلا.r
وما سبب تبرير المجتمع لفكرة خيانة الرجل؟
للأسف في هذا الأمر لا ينظر للجانب الشرعي وإنما ينظر للرجل أنه لا يعيبه شيء إن خاض في علاقات عاطفية، وهذا بسبب أننا لازلنا نحيا في مجتمع ذكوري يؤمن بأفضلية الرجل مع أن عقوبة الزنا في الشرع جاءت واحدة لكلا الطرفين.
ماذا عن خيانة المرأة؟
خيانة الزوجة تعتبر من الأمور القاسية جدا على الأسرة وعلى المجتمع ليس من باب الانتقاص من حقوقها ولكن لأنها أكثر صيانة وحماية وحرصا عليها وذلك لعظم مكانتها وقدرها ودورها في بناء أسرتها، فخيانة الزوجة تهدم كيان الأسرة بالكامل وتحدث خللا في نسيج الثقة حتى في نسب الأبناء، مما يدخل الأسرة بالكامل في مشاكل كبرى لهذا كان الرفض لخيانة الزوجة أكبر وأعظم.
ما الأسباب التي قد تدفع الزوجة للخيانة؟
الأسباب والدوافع كثيرة أيضا تختلف من حالة لأخرى ولكن مهما كانت الدوافع فتبقى الخيانة من الزوج أو الزوجة أمرا غير مقبول، ومن تلك الأسباب التي قد تدفع الزوجة للخيانة:
 غياب دور الزوج الحقيقي فقد يتواجد ولكنه كالحاضر الغائب.r
 غياب الزوج لفترات طويلة عن الزوجة سواء بالسفر أو طول ساعات العمل، مما يوقع المرأة في دائرة الحرمان النفسي والعاطفي فتصبح فريسة سهلة.r
 غياب الوازع الديني عن الزوجة.r
 وقوع الزوجة في حالة من الفراغ النفسي والعاطفي وغياب التلامس الجسدي واقتصار الالتقاء على العلاقة الحميمة.r
 التباعد الفكري والنفسي والعاطفي بين الزوجين.r
 ضعف شخصية الزوج وعدم توافق صورة الزوج مع الصورة الذهنية في مخيلة المرأة مما يجعلها تبحث في المحيطين بها عمن يملأ تلك الصورة.r
كيف ذلك؟
أتتني امرأة تشتكي من نفورها من زوجها وأنها لا رغبة لها فيه، وحين يلمسها تشعر وكأن امرأة تلمسها على الرغم من حبه الشديد لها وأنه يتمنى رضاها بأي شكل من الأشكال، وفي المقابل هي امرأة ذات شخصية قوية ومسيطرة فحين سألتها ما صورة الزوج الذي كنت تحلمين به في مخيلتك فصارحتني أنها تحب الزوج القوي الذي يفرض شخصيته عليها ويأمرها ويقسو عليها وأنها بدأت تبحث في محيطها عن مثل تلك الشخصية.
وما الحل في مثل حالة تلك المرأة؟
المشكلة تكمن فيها هي وليس في زوجها فهناك ملايين النساء يحلمن بمثل هذا الرجل كزوج، فنصحتها أن تحافظ على زوجها وتغير صورتها الذهنية بما يتوافق مع شخصية زوجها، وألا تخسر حياتها وهذا الزوج المحب لها لتركض خلف أمور لن تقبلها إذا حدثت على أرض الواقع بالفعل فالإنسان لا يشعر بقيمة ما يمتلكه من نعم إلا بعد أن تذهب منه.
هل هناك أسباب أخرى قد تدفع المرأة للخيانة؟
فارق السن الكبير بين الزوجين قد يدفع الزوجة لذلك لأن ذلك الأمر يجعل هناك اختلافا في قدرة ونمط كل واحد منهما واهتماماته فتكون الزوجة في حالة الشباب والزوج يكون في حالة من النضج فلا يستطيع منح زوجته ما تحتاجه من مشاعر.
ماذا أيضا؟
من الأسباب المشتركة والتي انتشرت في المجتمع عموما غياب الوازع الديني ومراعاة الحرمات والأعراض فأصبح هناك حالة من الانفلات الأخلاقي عموما فنجد الزوجة تكون بصحبة زوجها ومع ذلك تتعرض للمعاكسات والعكس وهذا الأمر قد يؤدي للوقوع في الخيانة الزوجية حين تشعر الزوجة أو الزوج بوجود طرف ثالث يظهر إعجابه به.
هل هناك أسباب أخرى؟
تعرض الزوجة للإهمال وعدم الاكتراث من زوجها والعنف والاستهزاء والإهانات المستمرة والتحقير والتقليل من شأنها بكلمات جارحة يجعلها أيضا فريسة سهلة لأي شخص قد يسمعها كلاما جميلا لتقع في حبائله، حيث أن مفتاح المرأة في أذنيها، وفي المقابل عدم اهتمام الزوجة بمظهرها وشكلها يفقد الرجل إعجابه بها فيبدأ الالتفات للأخريات فعلى الزوجة أن تراعي أن مفتاح زوجها في عينية.
هل الخيانة أنواع مختلفة؟
هناك خيانة زوجية تنشأ من خلال علاقة أحد الزوجين مع شخص واحد وتستمر نتيجة الوقوع في حب هذا الطرف، وهناك خيانة تتم بالدخول في علاقات متعددة ولا تقتصر على شخص واحد، وهناك من يبحث عن تلك العلاقة الجديدة بنفسه وهناك من يقع فيها مصادفة.
وهل هناك فرق بين تلك الأنواع المختلفة؟
يعتمد الأمر على الدافع أو النقص الذي يعاني منه هذا الشخص وعلى الطرف الجديد أيضا، ففي حالة تطور الخيانة الزوجية لعلاقة عاطفية وحب وتعلق فإنه من الصعب إنهاء تلك العلاقة بسهولة بخلاف كون الخيانة الزوجية مجرد علاقة عابرة.
لماذا تعتبر الخيانة الزوجية من أصعب المشاكل الزوجية؟
الخيانة الزوجية تعتبر صدمة مدمرة قد تقضي على الحياة الزوجية بالكامل لأنها تحدث خللا كبيرا في الأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية.
كيف؟
أساس العلاقة الزوجية يقوم على الثقة والعاطفة والصدق والصراحة والاحترام، والخيانة الزوجية تزعزع كل تلك القيم الأخلاقية ويحل محلها الشك، فالخيانة تعني الكذب وانتزاع الثقة وانتفاء الاحترام والصراحة والمكاشفة بين الطرفين وحين تنهار الثقة بين الطرفين تنهار العلاقة الزوجية بالكامل.
لماذا؟
لأن الثقة المتبادلة بين الزوجين هي التي تشعر كل طرف بالأمان تجاه الطرف الآخر وأنه شريكه ومكتف به ولن يقوم بما يسيء له أو يجرحه فحين تحدث صدمة الخيانة فإن ذلك الأمان وتلك الثقة في النفس وفي شريك الحياة تذهب وتحدث حالة كسر وانهيار داخلي لأغلب الزوجات ويبدأن رحلة من البحث والتفتيش والتقصي عن الطرف الثالث والبحث في الأسباب والدوافع التي أدت لمثل هذا الفعل.
لماذا كانت صدمة الخيانة الزوجية تترك جروحا لا تنسى داخل النفس؟
لأن الخيانة الزوجية ترسل رسالة للطرف الثاني في الحياة الزوجية أنك لم تكفني ولم أكتف بك، وأن لديك من النواقص والعيوب ما دفعني للبحث عن أخرى بالإضافة لقوة ذاكرة المرأة التي لا تنسى بسهولة هذا بالنسبة لخيانة الزوج.
وماذا عن خيانة الزوجة؟
خيانة الزوجة إن اقتصرت على محادثات ومسجات قد يسامح الزوج فيها ويفرض على زوجته قيودا تمنعها من التمادي، لكن في حالة اكتشاف الزوج وقوع زوجته في الزنا فمن الصعب جدا والنادر أن يقبل الزوج الاستمرار في الحياة الزوجية بل ربما انتهى الأمر بقتل الزوجة دفاعا عن الشرف أو حتى التشكيك في نسب الأبناء.
وما الحالات النادرة التي قد يقبل الزوج خيانة زوجته؟
كأن يكون الزوج يعاني اختلالا نفسيا معينا، أو أنه يحب زوجته ويتعلق بها بشكل هستيري، لأن الرجل السوي لا يمكن أن يقبل أبدا هذا الأمر.
وماذا عن الزوجات هل يقبلن خيانة أزواجهن لهن؟
النساء يختلفن أيضا فمنهن من تقبل خيانة الزوج وتتعايش معها، بل هناك من تعرف تعدد علاقات الزوج وتتعامل مع الأمر بكل هدوء وهناك من لا تقبل أبدا وتنهي الحياة الزوجية مهما طالت سنوات العشرة بينهما وحتى إن وجد بينهما أبناء فإن صدمة الخيانة تسبب لها ألما لا يمكنها التعايش معه.
كيف يمكن للزوجة أن تكتشف خيانة زوجها؟
أثبتت الدراسات أن الرجال أكثر قدرة على إتقان وحبك الكذب من النساء، وفي المقابل فإن المرأة أكثر قدرة على اكتشاف الكذب والخيانة بسبب ما تمتلكه من حاسة سادسة وذاكرة أقوى.
كيف؟
حين يبدأ الزوج القيام بسلوكيات لم تكن معهودة منه في السابق كالاهتمام المفاجئ بنفسه بشكل مبالغ فيه، فيبدأ يلتفت لوزنه وأناقته أو يغير طريقة ارتدائه للملابس أو الألوان ويحرص على وضع العطور ويكثر من النظر في المرآة وهذا لم يكن موجودا في السابق وتلك الأمور من الظواهر التي يجب أن تثير القلق في الزوجة.
ماذا أيضا؟
هذا جانب من الجانب الآخر نجده بدأ بوضع أرقام سرية لهواتفه وحاسبه مع وجود مكالمات بصوت منخفض، كثرة الغياب عن المنزل مع زيادة التبريرات والأعذار، اختلاف واضح في علاقته الحميمة مع الزوجة، الشرود والصمت والرغبة في الجلوس بمفرده، تغير علاقته بأبنائه وسهولة الاستثارة تجاه أي مشكلة، فعلى الزوجة أن تربط بين كل تلك الظواهر مجتمعة وتبدأ البحث وكل زوجة لديها ميزانها الخاص الذي تستطيع به أن تعرف ما طرأ على زوجها من تغيير.
وكيف يمكن للزوج أن يكتشف خيانة زوجته؟
من الصعب أن يكتشف الزوج خيانة زوجته، لأن الرجل في الحالات الطبيعية لا يقبل أن يحيا بمشاعر الشك تجاه زوجته، وإلا يكون هناك خلل في شخصيته فطبيعة الزوج أنه يكون مطمئنا دوما للزوجة، وأغلب الحالات التي يكتشف الزوج فيها خيانة زوجته تكون مصادفة أو من خلال قيام الزوجة بأمر ما أثار داخله الشك مما جعله يبحث ويتحرى خلف الأمر.
ماذا تفعل الزوجة إن اكتشفت خيانة زوجها؟
بداية يجب التأكيد على ضرورة التأكد جيدا من مسألة الخيانة قبل اتهام الزوج بها وتحديد مستوى ودرجة العلاقة حتى يتم التعامل بشكل صحيح مع الأمر. ونصيحتي لكل زوجة التعقل والهدوء والتروي والتفكير جيدا في الأمر وتحديد ما الذي تريده.
هل تصارح الزوجة زوجها بالأمر؟
في رأيي لو استطاعت الزوجة ألا تصارح زوجها بالأمر كان ذلك أفضل ولكن كثيرا من النساء لا يستطعن عمل ذلك.
وكيف يكون التعامل الأمثل إذن؟
في حالة كانت الخيانة مجرد محادثات أو علاقات عاطفية ولم تصل للزنا والعلاقة المحرمة فمن الأفضل عدم المصارحة وأن تتعامل الزوجة بحكمة وتحاول أن تعيد صياغة الحياة الزوجية وأن تستعيد زوجها وتجذبه إليها بهدوء وصمت.
وماذا إن كانت العلاقة أكثر تطورًا؟
إن قررت الزوجة مصارحة الزوج بعلمها بخيانته فيجب أن تقرر مسبقا ما الذي تريده، وأن يكون لها ردة فعل تجاه خيانته فيجب أن يكون هدفها واضحا.
لماذا؟
لأن الزوج في هذا الموقف وبعد مواجهة زوجته له بالخيانة يكون في موقف يخشى ردة فعلها وغير متوقع لما سوف تقوم به، وهنا يجب على الزوجة أن تحسن استغلال الموقف جيدا حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى فإن استطاع الزوج نيل وكسب مسامحة زوجته له فإنه سوف يعتاد الأمر ويألفه وما كان يخشاه من عدم علمها بالأمس أصبح اليوم أمرا سهلا يمكن تكراره طالما أن ردة فعلها لم تكن رادعة.
وكيف يمكن أن تتصرف المرأة في هذه الحالة؟
يجب أن تشعر الزوجة زوجها بأن موقعه ومكانه في البيت كزوج وكأب بات مهددا بسبب خيانته، ولا أنصح بترك الزوجة لبيتها حيث من الممكن أن يكون ذلك وسيلة للضغط عليها لكي تعود في حالة عدم راحتها، وأيضا لا يفضل أن تبوح الزوجة لأحد بما علمته عن زوجها حتى لأقرب الناس إليهما إلا في حالة عدم ارتداعه فالقاعدة الشرعية تنادي بأن الستر أولى، وأن تستعين فقط بمن يمكن أن يساعده ويردعه عن ذلك الفعل.
كيف يمكن للزوجة أن تتمالك عاطفتها تجاه الأمر؟
كي تحل تلك المشكلة بطريقة سليمة إن قررت الزوجة الاستمرار في زواجها فعليها أن تفكر بتعقل شديد، فهناك زوجات وبالرغم من حبهن الشديد لأزواجهن إلا أنهن لا يستطعن العفو أبدا، وهنا يمكن أن تبدأ المرأة بهذه الخطوات لكي تساعد نفسها على تجاوز الموقف:
1 أن تتوقف تماما عن البحث عن الطرف الثالث وتقصي المعلومات عنها.
2 أن تسأل نفسها عن السبب الذي دفع زوجها لخيانتها.
3 عدم ترك صدمة الخيانة لكي تهز ثقتها بنفسها، فحتى وإن كان هناك قصور معين لديك واعترفت به بداخلك فهذا لا يعد مبررا أبدا للخيانة وأن المشكلة والسبب الرئيسي لاستخدام الزوج الخيانة كوسيلة لحل مشكلة زوجية يكمن في خلل به بالدرجة الأولى.
4 الانتظار والتروي قبل التصريح بالأمر ومحاولة اجتياز نوبة الغضب الأولى حتى يتم اتخاذ قرارات سليمة ومعرفة وتحديد المطالب التي تريدها الزوجة.
هل يمكن أن تلجأ الزوجة للخيانة كنوع من الانتقام من الزوج؟
للأسف هناك نساء فاضلات يقعن في هذا الفخ ويحاولن إشعار أزواجهن بنفس الألم الذي وقعن فيه، وهذه طبعا مشكلة كبيرة قد تقع فيها الزوجة نتيجة الصدمة الأولى لمعرفتها بالأمر لذلك كان من المهم عدم اتخاذ أي قرار في لحظات الغضب الأولى ومحاولة البحث عن شخص أمين كصديقة مقربة أو أخت يمكن أن تفضفض الزوجة لها لتساعدها على الهدوء واستعادة توازنها النفسي حتى تحسن اتخاذ القرار.
لماذا على الزوجة تجنب البحث والتقصي عن الطرف الثالث؟
أغلب السيدات يقمن بهذا الأمر فتبدأ رحلة من البحث والتقصي عن المرأة التي أقام زوجها علاقة معها، ففضولها كامرأة يدفعها لمعرفة ما الذي تمتلكه هذه المرأة ولا يوجد بها؟ مما يزيد من معاناة الزوجة بل ويضاعفها خاصة أن للمرأة ذاكرة قوية لا يمكن أن تنسى تلك الأمور، فتتكرر أمامها مرارا وتكرارا، وكلما علمت شيئا ازدادت معاناتها أكثر خاصة حين تقع على بعض المحادثات والصور والحوارات بين زوجها وبين تلك المرأة وتكتشف شخصية أخرى للزوج لا تعرف عنها شيئا. لذلك نصيحتي لها أن تتوقف عن ملاحقة الطرف الثالث حتى تقلل من معاناتها.
ماذا بعد المواجهة هل يمكن أن تعود الحياة بين الزوجين كسابق عهدها؟
تمر العلاقة الزوجية بحالة من التوتر والارتباك الشديد بعد المواجهة وبحسب قوة المرأة يمكن أن تمر تلك الصدمة وكل حالة تختلف عن الأخرى بحسب قوة العلاقة بين الزوجين وردة فعل الزوج أيضا، وهناك زوجات لا يستطعن حتى بعد مرور الوقت أن يجتزن تلك المحنة مما يؤثر على صحتهن وحياتهن ويكون الحل بالانفصال، وهناك من تعود العلاقة بينهما أفضل من السابق.
وكيف يمكن للزوجة أن تصمت ولا تواجه زوجها؟
هناك بعض الزوجات تخشى من المواجهة بسبب طبيعة شخصية الزوج نفسه فهي تخشى إن حدثت المواجهة أن يقوم الزوج بتطليقها، وهي لا تمتلك مكانًا لها ولأبنائها فتفضل السكوت ومن الزوجات من لا تريد الطلاق وتخشى نظرة المجتمع فتسكت فكل حالة يكون لها ما يدفعها للسكوت.
كيف يمكن للزوجة أن تعيد بناء علاقتها بزوجها بعد تلك الأزمة؟
حين يلجأ الزوج للخيانة فهذا يعني أنه قد فقد انجذابه نحو زوجته وهذا يكون غالبا بسبب الزوجة ودخول الحياة الزوجية في دائرة الملل والروتين وهنا على الزوجة أن تعيد بناء علاقتها بنفسها أولا حتى يستعيد الزوج انجذابه لها.
كيف؟
على الزوجة أن تكون رقم واحد في حياة نفسها، وأن يكون الزوج في المرتبة الثالثة من أولوياتها، وهذا لا يعني أننا ننادي بأن تكون الزوجة أنانية بالعكس ولكن اهتمام المرأة بنفسها يجعلها قادرة على أن تعطي كل من حولها في كافة الجوانب ولا بد أن يكون لها اهتماماتها الخاصة فتلك المرأة هي التي تجذب الرجل وتلهمه وتثيره مهما مرت على حياتهما الزوجية من سنوات.
وماذا أيضا؟
على المرأة أن تنفذ ذلك من خلال خطة عمل تسير على تنفيذها، بالإضافة لضرورة إشراك الزوج وتفعيل دوره كأب في حياة أبنائه وعدم تهميش دوره واقتصاره على جانب الإنفاق، يجب أن يشترك في تربيتهم وفي حل مشاكلهم فهذا يعتبر صيانة لنفسه من الوقوع في تلك العلاقات فبدلا من أن ينشغل بأخرى فمن الأولى أن ينشغل بأبنائه.
وماذا عن خيانة الزوجة؟
كما ذكرنا فلا يمكن أن يتقبل الزوج خيانة زوجته إلا إن كان يعاني من خلل ما، وصدمة خيانة الزوجة على الزوج أكبر بكثير من صدمة خيانة الزوج لزوجته، فهو يفقد ثقته بحياته بالكامل وتاريخه مع تلك الزوجة، وفي الوقت ذاته لا يمكنه البوح لأحد أو التحدث في الأمر لأن المسألة تمسه هو وتطعن رجولته وشرفه وسمعته خاصة أنها أم أولاده، وقد يحدث طلاق هادئ من غير أسباب معلنة بسبب ذلك الأمر، وهذا يتوقف على مدى النضج الديني والنفسي للزوج.
هل لو كان الزوج السبب وراء وقوع زوجته في الخيانة فهذا قد يجعله يسامحها؟
مهما كانت الأسباب والدوافع فالخيانة غير مبررة بأي شكل والإنسان مسؤول عما يعمل، ومهما كانت الأسباب فنحن لا نقوم بحل مشاكلنا بمشكلة أكبر.
كيف يمكن أن نصون بيوتنا من الخيانات الزوجية؟
الالتزام بشرع الله وما أمر به ديننا الحنيف في كل جانب من جوانب حياتنا فيه أكبر حماية وصيانة للنفس والأسرة، وعدم التساهل في العلاقات من باب مجاراة ما يحدث حولنا وأن يقوم كل طرف من الزوجين بمعرفة حقوقه وواجباته جيدا، ويقوم بأداء واجباته قبل المطالبة بحقوقه وأن تبنى العلاقة على الصدق والمصارحة والمكاشفة بين الزوجين في كل صغيرة وكبيرة وأن تكون هناك لغة حوار مشتركة وأهداف مشتركة لكلا الزوجين وأحلام يحققانها سويًا، كذلك أن نحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الاختلاط ومراعاة الخلوة الشرعية في العمل وأن يعرف كل طرف حدوده تجاه التعاملات مع المحيطين، وأن يغض كل طرف بصره عن كل ما حرم الله وأن يحتمي بشريكه ويتحصن كل زوج بزوجته من الوقوع فيما حرم الله فهذا خير سبيل لكي نقي أنفسنا وأزواجنا من الوقوع في الخيانة الزوجية.

هل البقاء مع الزوجة الزانية حرام


 هل البقاء مع الزوجة الزانية حرام


السؤال: أنا عمري 33 سنة متزوج ولدي أربعة بنات ، ومشكلتي هي عندما تزوجت وجدت زوجتي غير بكر ، واعترفت بخيانتها فسامحتها وتابت ، ومع مرور السنين وجدتها على غفلة تحادث في الانترنت مع عدة رجال ، وبكت كثيرا واعترفت أنها لم تلتق بأي أحد منهم ، فسامحتها مرة أخرى ، لأن قلبي كبير وأسامح كل من يأخذ حقي ، وكل من يظلمني أسامح الكل ، ومع مرور بعض من الوقت بدأ حلم يراودني في المنام على أن زوجتي تخونني ، فقلت لها ماذا تفعلي ؟ فقالت على أنه حلم فقط ، لكن أنا متأكد من هذا الحلم على أنه حقيقة ، وبدأ نفس الحلم يراودني كل يوم ، حتى بين لي الله حقي ، فوجدت في هاتفها شخص باسم فتاة فلما واجهتها اعترفت على أنها على علاقة مع شخص آخر . والله حسيت كأن الموت جاءني ، فبدأت تبكي وندمت ندما شديدا فسامحتها من أجل بناتي ، ولكن الآن لا أحبها ولا أثق بها لقد حطمت حياتي . علما أن القانون عندنا أنها هي التي تأخذ البنات إن طلقتها. فمن أجل بناتي ضحيت بحياتي ، من أجل أن لا يمسهم شر. وسؤالي هل علي إثم على هذه المسامحة ؟ هل لا تزال هذه المرأة تصلح للزواج ؟ هل لي أمل في الحياة مرة اخرى ؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله
أولا :
إن من أعظم ما تجنيه المرأة على زوجها ، وترتكبه في حقه أن تفسد فراشه بزناها ، فتخلط ماءه بماء نجس خبيث من الزنا ، ولهذا كان زنا الزوجة عارا على الزوج وشينا له ، وسوءا في حقه .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الزِنى من المرأة أقبحُ منه بالرجل ، لأنها تزيد على هتكِ حقِّ الله : إفسادَ فراشِ بعلها ، وتعليقَ نسبٍ من غيره عليه ، وفضيحةَ أهلها وأقاربها ، والجناية على محض حق الزوج ، وخيانته فيه ، وإسقاط حرمته عند الناس ، وتعييره بإمساك البغى ، وغير ذلك من مفاسد زناها" . انتهى .  زاد المعاد (5/377) .
ثانيا :
قد استقر في الفطر أنفة الرجل من أن يتزوج زانية ، ولأجل ذلك حرم نكاح الزانية حتى تتوب من زناها . جاء في الإقناع وشرحه :
" وَتَحْرُمُ الزَّانِيَةُ إذَا عُلِمَ زِنَاهَا عَلَى الزَّانِي وَغَيْرِهِ حَتَّى تَتُوبَ وَتَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ }.. " انتهى . " كشاف القناع" (5/82) .
فإذا تبين الزوج زنا زوجته ، بعد أن تزوجها ، وتبين له أنها لم تتب من ذلك ؛ حرم عليه إمساكها ، بل كان إمساكها ـ حينئذ ـ دياثة ، يأنف منها كل ذي مروءة .
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَمَّنْ طَلَعَ إلَى بَيْتِهِ ، وَوَجَدَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا فَوَفَّاهَا حَقَّهَا وَطَلَّقَهَا ؛ ثُمَّ رَجَعَ وَصَالَحَهَا وَسَمِعَ أَنَّهَا وُجِدَتْ بِجَنْبِ أَجْنَبِيٍّ ؟
فَأَجَابَ :
" فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ قَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يَدْخُلُك بَخِيلٌ وَلَا كَذَّابٌ وَلَا دَيُّوثٌ } " وَالدَّيُّوثُ " الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ . وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ وَإِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْعَبْدُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ } وَقَدّ قَالَ تَعَالَى : { الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } . وَلِهَذَا كَانَ الصَّحِيحُ مِنْ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ : أَنَّ الزَّانِيَةَ لَا يَجُوزُ تَزَوُّجُهَا إلَّا بَعْدَ التَّوْبَةِ ، وَكَذَلِكَ إذَا كَانَتْ الْمَرْأَةُ تَزْنِي لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ بَلْ يُفَارِقُهَا وَإِلَّا كَانَ دَيُّوثًا " . انتهى . " مجموع الفتاوى (32/141) .
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ أيضا عَمَّنْ كَانَ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ غَيْرَهُ يَطَؤُهَا وَلَا يُحْصِنُهَا ؟ فَأَجَابَ  :
" هُوَ دَيُّوثٌ ؛ " وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ " . وَاَللَّهُ أَعْلَم . انتهى .
 "مجموع الفتاوى" (32/143) .
ثالثا :
ما ذكرته من مسامحتك في حقك ، وعفوك عمن ظلمك : هو صفة طيبة حسنة ، لكن ذلك إنما يحمد حيث لا يكون هناك هناك انتهاك لحرمات الله ، ولا قبول بالخنا والفساد في نفسك وأهل بيتك ، فإن هذا مما استقر في الفطر النفور منه ، وذم فاعله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
قَوْله تَعَالَى { وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } الْآيَةُ : نَهَى تَعَالَى عَمَّا يَأْمُرُ بِهِ الشَّيْطَانُ فِي الْعُقُوبَاتِ عُمُومًا ، وَفِي أَمْرِ الْفَوَاحِشِ خُصُوصًا ؛ فَإِنَّ هَذَا الْبَابَ مَبْنَاهُ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالشَّهْوَةِ وَالرَّأْفَةِ الَّتِي يُزَيِّنُهَا الشَّيْطَانُ ، بِانْعِطَافِ الْقُلُوبِ عَلَى أَهْلِ الْفَوَاحِشِ وَالرَّأْفَةِ بِهِمْ ، حَتَّى يَدْخُلَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ بِسَبَبِ هَذِهِ الْآفَةِ فِي الدِّيَاثَةِ وَقِلَّةِ الْغَيْرَةِ ، إذَا رَأَى مَنْ يَهْوَى بَعْضَ الْمُتَّصِلِينَ بِهِ ، أَوْ يُعَاشِرُهُ عِشْرَةً مُنْكَرَةً ، أَوْ رَأَى لَهُ مَحَبَّةً أَوْ مَيْلًا وَصَبَابَةً وَعِشْقًا ، وَلَوْ كَانَ وَلَدُهُ رَأَفَ بِهِ ، وَظَنَّ أَنَّ هَذَا مِنْ رَحْمَةِ الْخَلْقِ ، وَلِينِ الْجَانِبِ بِهِمْ ، وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَإِنَّمَا ذَلِكَ دياثة وَمَهَانَةٌ ، وَعَدَمُ دِينٍ وَضَعْفُ إيمَانٍ ، وَإِعَانَةٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَتَرْكٌ لِلتَّنَاهِي عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ، وَتَدْخُلُ النَّفْسُ بِهِ فِي الْقِيَادَةِ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ الدياثة " انتهى .
"مجموع الفتاوى (15/287-288) .

ولتعلم يا عبد الله أنه ليس كل عفو عن الناس يكون خيرا ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس حلما وعفوا ، لكن كان ذلك ينتهي عند حدود الله ، فلا عفو فيها ، ولا عدوان عليها .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) .
رواه البخاري (6853) ومسلم (2328) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" العفو المندوب إليه ما كان فيه إصلاح ؛ لقوله تعالى : {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} [الشورى: 40] ؛ فإذا كان في العفو إصلاح ، مثل أن يكون القاتل معروفاً بالصلاح ؛ ولكن بدرت منه هذه البادرة النادرة ؛ ونعلم ، أو يغلب على ظننا ، أنا إذا عفونا عنه استقام ، وصلحت حاله ، فالعفو أفضل ، لا سيما إن كان له ذرية ضعفاء ، ونحو ذلك ؛ وإذا علمنا أن القاتل معروف بالشر والفساد ، وإن عفونا عنه لا يزيده إلا فساداً وإفساداً : فترك العفو عنه أولى ؛ بل قد يجب ترك العفو عنه " . انتهى . " تفسير القرآن " (4/247) .
ولا شك أن التجارب السابقة لهذه المرأة تدل على أنها فاسدة ، غير مأمونة على بيتك وعرضك ، وعلى تربية أولادك ، فلا يحل لك أن تمسكها ، وهي على هذه الحال ؛ وإذا كانت قد أظهرت الندم والتوبة ، فلا نرى لك أن تأمنها بعدما أظهرت ، ثم عادت وخانت ، وأمرها ـ في صدق توبتها ـ بينها وبين ربها .
وأما بناتك : فاجتهد أن تأخذهم منها بأي طريقة ، ولو بتهديدها ، ورفع الأمر إلى أهلها ، أو بالصلح معها على مقابل ، أو ما يتيسر لك . المهم أن تسعى في الخلاص منها ، واستبقاء بناتك معك أنت . ونسأل الله أن يخلف لك خيرا منها .
والله أعلم .

الحكمة والسرية أجدى من التسرع والغضب .. كيف نتصرف حينما يخون أحد الزوجين؟


الحكمة والسرية أجدى من التسرع والغضب ..

كيف نتصرف حينما يخون أحد الزوجين؟

من نقطة اكتشاف الخيانة بدأ الفراق
الخبر، تحقيق- عبير البراهيم
    ما أصعب الأشياء التي تضعنا في مكان العتمة.. الخروج عن الخط الكبير الذي يحتفظ بنا في قائمة الأوفياء، والبقاء في ذات المحيط الذي يؤكد لنا أننا نحن كما نحن..! لم تشوهنا الحكاية ولم تتجاوز رغباتنا العالم الأكثر رغبة في العدالة والتمسك بفكرة الوجه الواحد الذي لابد أن تبقى له، وتسند إليه قلبك حينما تضعف، ترى نفسك من خلاله.. طريقا ممتدا للقيم والثوابت التي لا تخرج عنها لأنك ترى ذاتك من خلالها، فكم هو موجع حينما نخون حتى حينما تبدو الخيانة مغرية.!
كم هو مؤلم جدًا أن تخون حتى إن كان ذلك خارجا عن إرادتك.. حتى حينما يستحق الآخر الخيانة لفرط قبح ما، كم هو مؤلم أن تخون حتى حينما تسرق من نفسك لتجدها أمام انجراف حقيقي لمشاعرك.. تبقى الخيانة ذلك الرمح الذي يُدمي قلبك حتى إن كانت بوجهها المبرر، ويبقى الذي يقابل خيانتك في قائمة المساكين أو عند السطر الأكثر حباً في الوقت الذي أنت فيه تخون .. إن الخيانة تُغيّر كل الأشياء بينكما، تُفسد الصدق الذي عتقته في ارتباطكما وسعيت أن يكون موجوداً وكبير.. فكيف سيكون طعم تلك الخيانة؟ وبأي شكل ستغير فيك وفي شريكك؟.. تُغيّرنا خيانة الآخر كثيراً.. حينما تكتشفها تشعر بطعم النار بقلبك تحرقه ويمر أمامك شريط طويل لارتباطك به. كيف كان شكل النبع بينكما وكيف كان الحب عندها.. كيف كنتما لحظة الصدق.. وكيف صدمك اكتشاف الخيانة لتحطم بداخلك جميع الأيام التي عشتها.. أن تكتشف بأن شريكك خانك يعني
لا تهدم بيتك في لحظة خطأ قابل للتصحيح ..والتسامح والعفو يجعلان القلوب أكثر حباً مما كانت عليه

ذلك أن يتم تجريدك من كل شيء حتى تقاسيم روحك، مفصل القلب وعظام المشاعر ورأس وأنف الحب الذي كنت تعيش به.. كل شيء ينهار أمامك فلا ترى سوى وجه من أحببته كثيراً وهو يسقط فتخسره من أعماق قلبك حتى إن بقيت إلى جواره تترنح بوجعك. ويتفاوت المجتمع في الحكم على جنس الخيانة، ما بين تبرير للرجل، وتجريم للمرأة، وسماح لأحدهما، وتغليظ عقوبة للآخر، بينما هناك وجع عميق بداخل الطرفين حينما يخون أحدهما الآخر؛ ولاشك أن الخيانة تعني الخسارة.. التخلي.. فكيف هو طعم الخيانة حينما تحدث بين الزوجين؟ أي الخيانات التي لابد أن تسقط شريكك من قائمة حياتك؟ وهل للخيانة مراتب ومستويات من الممكن أن نرتب عليها قراراتنا حينما نكتشف خيانات الآخر؟ أم أن الخيانة تبقى خيانة حتى إن شفع لها الحب؟ هل لديك شجاعة حتى تسامح حينما يخونك شريكك في الحياة وتمضي معه أيامك؟.. هل تسامح المرأة؟ هل يسامح الرجل؟.
أنواع الخيانة
تتعدد أنواع الخيانة ما بين جسدية وعاطفية وهناك خيانة تدخل في أدق تفاصيل الحياة، فحتى حينما ينظر الرجل لامرأة أخرى غير زوجته ويستلذ بها فتلك خيانة.. وحينما تحاول المرأة أن تخرج عن الحدود العامة في تعاطيها مع الرجل حتى في الأماكن العامة أو الأسواق فتلك خيانة.. إلاّ أن الخيانة الكبرى هي تلك التي تهدم شرعية الزواج وتبيح للخائن أن يمنح من يخون معه جميع ما يمكن أن يقدمه لشريكه في الحياة.
د.القحطاني: ضعف الوازع الديني وعدم القناعة طريقان مؤديان إلى الخطأ

قلب متسع
وأكدت "هدير عوض" على أن الخيانة تبقى هي الفاصل في الحياة الزوجية، فحينما يكتشف أحد الطرفين أن الآخر قد خانه فإن هناك بناء شاهقا قد هُدم.. ربما يحاول أحدهما إعادة بنائه وترميمه، ولكنه لن يعود كما كان حتى إن مضت الحياة وأثبتت عودة الوفاء بين الشريكين، مشيرة إلى أن الإشكالية في النفس البشرية التي لا تستطيع أن تتجاوز وتقبل الأخطاء فكيف حينما يكتشف أحد الزوجين أن الذي يأكل معه ويشرب ويعيش معه في بيت واحد "خائن".
وقالت: "للأسف كثيرا ما يكون هناك مغفرة وتسامح من المرأة حينما تكتشف خيانة زوجها؛ لأن قلبها المتسع يستطيع تجاوز ذلك، وقد سمعنا عن نساء كُثر اكتشفن خيانات متكررة لأزواجهن وغفرن واستمرت الحياة، لكننا في مقابل ذلك قلّما نسمع عن رجل اكتشف خيانة زوجته وغفر لها وسامح واستمرت الحياة بينهما"، مبينة أن للخيانة أشكالا لابد من فهمها ووضعها في تقييم كلا الزوجين حتى يقرر كلاهما هل يقبل بها أم لا!. وأضافت إن نموذج الزوج الذي يتصرف بحكمة في حالة اكتشاف خيانة زوجته نادر، بل إن الطلاق هو أسرع ما يفكر به الرجل في تلك الحالة، حتى وإن كانت خيانتها بأسباب ودوافع هو من أوجدها، ذاكرة أن غالبية المجتمع يصفون المرأة التي تطلب الطلاق من زوجها الخائن بالغبية والمتسرعة.

«التسامح» ربما يغير مسار الخائن المخطئ ما دامت نافذة الأمل مشرعة
صعوبة التسامح
ويرى "طلال سعد" أن الخيانة من أصعب ما يمكن أن يكتشفه الزوجان على الآخر، مبيناً أنه لا يتوقع أن يغفر ويسامح حينما يكتشف خيانة زوجته حتى حينما تكون خيانة صغيرة لم تكبُر بعد.. فمن الصعب على الرجل أن يتقبل خيانة زوجته له لأن في ذلك جرحاً لكرامته ولرجولته، راوياً حكاية صديقه الذي طلق زوجته لأنه اكتشف أنها تتفاعل مع معاكسات الشباب لها في الأماكن العامة بالتواصل معهم عن طريق الهاتف.. وعلى الرغم من أن تلك الخيانة لم تتجاوز "الهاتف" إلاّ أنه طلقها فوراً فلم يستطع أن يغفر لها ويتقبل خيانتها، بل أن تلك الخيانة انعكست بشكل سلبي على حياته فلم يعد يثق بأي امرأة في الحياة.
تصرف بحكمة
وتحدثت "فاطمة عبدالله" عن تجربتها في اكتشاف خيانة زوجها لها من خلال حصولها على رسائل قصيرة عبر هاتف زوجها وبعض المحادثات والصور، وعلى الرغم من أن الألم الذي عصف بداخلها كان كبيراً وموجعاً إلاّ أنها أصرت أن تكتم سرها وتتعامل بحكمة مع خيانة زوجها، ففضلت أن تصمت وتتعامل مع زوجها بطريقة عادية جداً حتى لا يشعر أنها اكتشفت سره حتى تعيش على أمل أن يدرك أخطاءه ويعود لها ولأبنائه حتى وصلت علاقة زوجها مع امرأة أخرى إلى مرحلة التفكير بالزواج منها، وحينما صارحت زوجها بأنها اكتشفت أمره، تعامل زوجها مع ألمها بلا مبالاة وعلق بقوله "الشرع حلل أربع" وخيّرها بالاستمرار معه أو الانفصال.. حتى قررت أن تتجاوز أوجاعها وتستمر في حياتها الزوجية من أجل أطفالها. وأوضحت أن الخيانة تحدث كسراً في علاقة الزوجين فحتى إن عادت الأمور طبيعية بينهما تبقى هناك غصة بداخل الطرف الذي اكتشف الخيانة، فهناك من يتسرع وينهي كل شيء، والبعض يفكر بتجاوز الخيانة لبداية أخرى قد تثمر وتنجح.
عوامل الخيانة
وأوضح "د.محمد بن مترك القحطاني" -عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أنه من الواجب أن لا تحدث الخيانة الزوجية؛ لأن معظم الأديان حرمت الخيانة الزوجية ولكن عندما تحدث الخيانة الزوجية تكون هناك كارثة سواءً من الناحية الدينية أو الاجتماعية إما للرجل أو المرأة، مشيراً إلى أن أبرز أسباب الخيانة الزوجية هو ضعف الوازع الديني، إلاّ أن هناك عوامل فرعية أخرى قد تؤدي إلى الخيانة الزوجية، وأولها عدم قناعة الزوج بزوجته أو العكس، فالرجل قد يرغب بزوجة جميلة، ولكن ما يحدث أنه حتى إن تزوج بامرأة جميلة جداً فمع مرور الوقت سيراها بشكل عادي، فالقناعة لابد أن تكون موجودة، كذلك الإهمال فحينما يهمل أحدهما الآخر سواء كان في الحياة والتفاصيل الدقيقة، أو في المظهر الخارجي للرجل والمرأة، فذلك قد يدفع للخيانة. وقال إن تأثير بعض وسائل الإعلام خصوصاً في عرض الأفلام الغربية عند عرض نماذج من الخيانات الزوجية، فتكرار عرض هذه النماذج تكسر الحاجز النفسي لدى الأبناء فيتقبلونها، مبيناً أن البيئة المحيطة بالفرد مؤثرة، فإذا عاش الفرد في بيئة محافظة كلما كان ذلك دافعا للحفاظ على عرضه، وكلما عاش في بيئة لا تخاف الله فإنه لن يحافظ على عرضه.
المرأة والتسامح
وأرجع "د.القحطاني" أسباب كون المرأة أكثر تسامحاً من الرجل ليس بسبب الوازع الديني بل بسبب العادات والتقاليد فالحد واحد للزوج والزوجة والإثم واحد، ولكن في العالم العربي المرأة تتسامح إذا اكتشفت الخيانة الزوجية وغضب الزوج إذا أكتشف الخيانة الزوجية ليس من أجل الوازع الديني بل من أجل العادات والتقاليد فكلاهما محرم ولا يجب حدوثه.
ودعا في حالة اكتشاف الخيانة إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والتأكد من وقع الخيانة، وقدر المستطاع إذا كان هناك قدرة لمعرفة أسباب الخيانة والاعتذار عنها فلابد من الالتزام بالهدوء وعدم الاندفاع بشكل يؤدي إلى ارتكاب الجريمة، ثم محاولة العلاج بالاعتذار وبصفاء النية والتوبة والبعد عن الخيانة، ومن الأفضل أن يكون الفرد هادئاً ولابد من السرية التامة.

: طلب الزواج من المتزوجة المحبوس زوجها


: طلب الزواج من المتزوجة المحبوس زوجها


السؤال:
امرأة حبس زوجها في جريمة قتل ، وقد قدرت عقوبته بحوالي خمسة وعشرين عاما ، وكانت زوجته تقوم على تربية أولاده بالعمل في البيوت وغير ذلك ، إلى أن حصلت على عقد للعمل بوزارة التربية والتعليم ، مشرفة نشاط في مدرسة ، وهناك التقى بها مدرس ، وعرف حالها ، فطلب منها الزواج ، وحدثها أنه سيوفر لها كل ما تحتاج إليه وأولادها ، فقامت بطلب الطلاق من زوجها المحبوس .
فما حكم ذلك في الشرع الحنيف ؟ ، وما حكم ذلك الرجل ؟
وهل يعد ذلك من قبيل التخبيب المحرم شرعا ؟
الجواب :
الحمد لله
التشريعات التي جاءت بها نصوص الكتاب والسنة كفيلة بحفظ الأسر والبيوت من الفساد ، وصيانة المجتمعات من محاولات الاعتداء التي تسعى بها النفوس الأمارة بالسوء ، وتحقق العدالة لجميع الأطراف بإذن الله تعالى .
ومن ذلك أنه لا يحل لمسلم أن يتقدم بعرض الزواج على أي امرأة متزوجة ، مهما كان السبب ، وسواء كان زوجها غائبا لسجن أم ضياع أم شقاق ونزاع ؛ فقد ورد في ذلك الوعيد الشديد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امرَأَةً عَلَى زَوجِهَا ) رواه أبو داود (2175) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " ، كما ورد الوعيد الشديد في المرأة التي تستجيب لهذه العروض ، وتهدم أسرتها وبيتها لا لعذر ، إلا لأن أحدهم أغواها وملأ قلبها بالأحلام والأماني الشيطانية ، : ( أَيُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَهَا طَلَاقًا فِي غَيرِ مَا بَأسٍ فَحَرَامٌ عَلَيهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ ) رواه الترمذي (1187) ، وكل ذلك من أعظم الآثام عند الله عز وجل . كما سبق بيانه في موقعنا في الأرقام الآتية : (84849) ، (125191) ، (176201) .
وإذا كان الفقهاء قد اتفقوا على منع التصريح بخطبة المعتدة ، فمن باب أولى أن يتفقوا على منع التصريح بخطبة المتزوجة ، بل والتعريض أيضا ، مهما كان شأن زواجها ، حسما لمادة الشر والفساد ، لذلك قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله : " تحرم خطبة المنكوحة إجماعا " كما في " تحفة المحتاج " (7/209) .
وقد كان الواجب في مثل حال السائل أن يترك القرار لتلك الزوجة ، وينتظر بعيدا حتى تقرر الفراق من زوجها المسجون ، بطلب الفسخ أو الطلاق من القاضي الشرعي ، بكامل حريتها واستقلالية قرارها ، وذلك جائز لها كما سبق في الفتوى رقم : (150964) ، ثم بعد ذلك إن أحب أن يتقدم لخطبتها تصريحا بعد انقضاء عدتها فلا حرج عليه . 
أما أن يعدها بالزواج ، ويمنيها بالعناية والرعاية لها ولأبنائها ، وهي في عصمة زوجها ، وإن كان سجينا : فليس ذلك من المروءة ولا من الأخلاق في شيء ، كما أنه ليس من الإسلام في شيء ؛ لما فيه من اعتداء على الأعراض المعصومة ، وإذا كانت الشريعة قد عدت ذكر المسلم في غيبته بسوء إثما عظيما ، وأكلا للحمه ميتا ، كما قال سبحانه وتعالى : ( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) الحجرات/12، فكم هو عظيم إثم من استولى على عرض أخيه وهو في سجنه ، فلا شك أنه أعظم إثما وأقبح جرما / قال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) البقرة/235.
فالواجب على من وقع في ذلك المسارعة إلى التوبة والاستغفار والندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إلى مثله ، ولْيسْعَ في التكفير عن ذنبه بالإكثار من الصالحات ، والإحسان إلى ذلك الرجل المسجون ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولو بالتصدق عنه ، لعل الله تعالى يكتب له ولزوجته الرحمة والمغفرة . 
على أن هذه المرأة لو طلقها القاضي من زوجها ، وانقضت عدتها ، ونكحته : فإن نكاحها صحيح ، ولا يجب عليه تجديد عقد الزواج ؛ فقد قال الفقهاء : " إن صرح بالخطبة ، أو عرَّض في موضع يحرم التعريض ، ثم تزوجها بعد حلها ، صح نكاحه . وقال مالك : يطلقها تطليقة ، ثم يتزوجها ، وهذا غير صحيح ؛ لأن هذا المحرم لم يقارن العقد ، فلم يؤثر فيه " .
ينظر " المغني " (7/148) .
والله أعلم .

طنجة: انتحل صفة شرطي ليختطف ويغتصب مهاجرة إفريقية بحي مسنانة


طنجة: انتحل صفة شرطي ليختطف ويغتصب مهاجرة إفريقية بحي مسنانة

طنجة نيوز
تمكنت مصالح الأمن بمدينة فاس من إيقاف مشتبه به في قضية هزت الرأي العام المحلي بمدينة طنجة، ضحيتها مواطنة إفريقية تعرضت لجريمة اغتصاب لدى اختطافها من منزلها بحي مسنانة غرب المدينة.
ونقل موقع Le360، عن مصادر أمنية بولاية امن طنجة، أكدت أن المعني بالأمر ويدعى "م. ف.ب" من مواليد طنجة، استطاع الإفلات من مراقبة المصالح الأمنية بالمدينة، فور وقوع الجريمة، إلى أن ألقي عليه القبض الجمعة الماضي بمدينة فاس، بناء على مذكرة بحث أمنية على الصعيد الوطني.

وجرى تسليمه إلى عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن طنجة، والتي باشرت التحقيقات معه، أفضت إلى اعترافه بالتهم المنسوبة إليه، وجرى تقديمه أمس الاثنين أمام قاضي التحقيق باستئنافية المدينة.

المصادر نفسها ذكرت أن المتهم من ذوي السوابق ومبحوث عنه بموجب مذكرة وطنية نتيجة اقترافه لجرائم متعددة من بينها تكوين عصابة إجرامية والسرقات الموصوفة المقرونة بالضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض.

الجاني، عمد رفقة شريكه في العملية التي شهدها حي الرهراه بطنجة، إلى انتحال صفة أمنيين لدى محاولتهم دخول البيت الذي تقطن به المواطنة الإفريقية رفقة زوجها وطفلتهما الصغيرة، وذلك حوالي الساعة الثانية والنصف ليلة التاسع من شهر أكتوبر المنصرم، غير أن رفض زوج الضحية فتح باب المنزل، دفع بهما إلى اقتحامه بالقوة حيث أشهروا أسلحتهم البيضاء في وجه الزوج الإفريقي المقيم بصفة شرعية رفقة زوجته منذ سنوات بالمدينة، وطالبوا منه قاربا مطاطيا اعتقدوا أنه بحوزته، غير أن عدم عثورهم على أي شيء زاد من غضبهم، مما دفعهم إلى اختطاف زوجته واقتيادها صوب غابة مجاورة، بعد أن انهالوا بالضرب على زوجها الذي كان يحمل طفلته الصغيرة بيده، كما تمكنوا من أخد حاسوب يدوي خلال خروجهم من المنزل.

الجانيان الشابان أقدما على اغتصاب المواطنة الإفريقية في الغابة المجاورة لمنطقة الرهراه، قبل أن يفر أحدهم، لتنتهز الفرصة وتستولي على السلاح الأبيض، حيث وجهت ضربة إلى شريك المتهم وتفر نحو منزلها، لتتوجه بعد ذلك إلى الدائرة الـ11 بحي مسنانة حيث سجلت شكاية في الموضوع.

الضحية تم استدعاؤها، وفق إفادتها لعناصر الشرطة القضائية التي فتحت تحقيقا عاجلا في الموضوع، حيث تمكنت من التعرف على المتهم بناء على صور الناظم الآلي التي قدمتها لها العناصر الأمنية، وبعد أن تعرفت عليه، تم تحرير برقية بحث في حق الجاني على الصعيد الوطني، إلى أن أوقف بمدينة فاس.

معاناة مهاجرات مغربيات عائدات من “جحيم” دول الخليج


معاناة مهاجرات مغربيات عائدات من “جحيم” دول الخليج



يعاني عدد من النساء المغربيات العائدات من دول الخليج من مشاكل داخل أسرهن، حيث تلصق بهن تهمة القيام بممارسة الدعارة هناك. ومن خلفية تناول الإعلام لهذا الموضوع سن المغرب تشريعات جديدة لحماية المهاجرات من المتاجرين بالبشر.
فاطمة شابة مغربية، 32 سنة، اعتقدت عام 2010 أن حلمها قد تحقق، عندما حصلت على فرصة الهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل هناك في أحد الفنادق. لكن بمجرد وصولها إلى دبي، اصطدمت بواقع آخر. وتحكي فاطمة أن الكفيل الإماراتي وعدها قبل السفر بالعمل في مطبخ الفندق، غير أنه سحب منها جواز سفرها، وأجبرها على ممارسة الدعارة. وقضت الشابة ستة أشهر هناك، وبعد استلامها لجواز سفرها، عادت للتو إلى مسقط رأسها بالدارالبيضاء.
شاع خبرها بين الجيران بعد عودتها من المهجر والحديث عن معاناتها، حيث تسكن أسرتها بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الاقتصادية للمغرب. ودفعت بها مضايقات أفراد العائلة للانعزال، وتقول: “وجدت فرصة عمل بمطعم، واخترت العيش بمفردي بعيدا عن الاضطهاد”، وتتذكر فاطمة بحزن شديد، كيف كانت علاقتها بأسرتها جيدة قبل سفرها الى الخليج. أما الآن فقد تحولت حياتها إلى جحيم، بل إن عائلتها تفضل عدم ذكر إسمها في المناسبات.
منبوذة بسبب الإقامة في الخليج
والدة فاطمة تعاني هي الأخرى من أزمة نفسية بعد عودة ابنتها من الإمارات العربية المتحدة. وتوضح الأم في لقاء مع DW أن أبناءها أرغموا أختهم على السكن بمفردها، وتحكي قائلة: “حاولت إقناع أشقائها أنها كانت ضحية للاتجار بالبشر، لكنهم أصروا على إبعادها من وسط الأسرة”. وتردف الأم بألم أن ابنتها غادرت الحي الذي ولدت فيه، بعيدا عن الأسرة والجيران، الذين باتوا يتفادون الحديث إليها.
وبحسب الأم، فإن ابنتها لم تعد تستطيع التواصل مع أشقائها، وحتى في المناسبات الدينية والعائلية يصعب عليها المشاركة في الأفراح والمسرات. وتقول الوالدة إن تصرفات أبنائها مع أختهم العائدة من الإمارات العربية المتحدة، تسبب لها في مرض نفسي، حيث إنها تتردد على طبيبة نفسية للعلاج.
من جهتها تحكي فاطمة بحزن أن هذه المعاناة قلصت من فرص زواجها، حيث هناك شباب يرفض الزواج من المهاجرة التي اشتغلت بدول الخليج. واغرورقت عينا فاطمة بالدموع، وهي تتأمل مستقبلها الغامض في تأسيس أسرة أو إنجاب أطفال، وتردف أنها ما زالت تتذكر كيف تقدم شاب لخطبتها قبل سنة، وحينما اكتشف أنها قضت شهورا بدبي، عدل عن رغبته في الزواج، وظل يماطلها بادعاء رفض أمه للمساعدته في عقد القران بها.
معاناة العائدات بسبب صور نمطية
يعبر الدكتور علي شعباني، الباحث في علم الاجتماع، عن اعتقاده أن موضوع هجرة المغربيات إلى دول الخليج العربي يرتبط في ذهن المغربي بالدعارة والرقص، “هو ما ولد لدى المغاربة صورة نمطية تنطلق من أن جميع المقيمات بدول الخليج يمارسن الدعارة”. ويحمل الباحث شعباني قسطا من المسؤولية لوسائل الإعلام التي ظلت تتناول الموضوع من زاوية واحدة، تجلت في الإخبار عن اعتقال متورطات في ممارسة البغاء بدول المهجر وترحيلهن إلى المغرب. ويعتقد الباحث أن وسائل إعلام تخصصت في البحث عن أمثلة سلبية لمآسي المغربيات بدول الخليج، رغم وجود أمثلة إيجابية أخرى، كما هو الشأن بالنسبة للطبيبات والمهندسات والاستاذات المغربيات العاملات في قطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين والكويت.
ويلفت الباحث شعباني أن عددا كبيرا من شبكات الاتجار بالمهاجرات المغربيات من دول الخليج أرسلت في السابق عقود عمل لهؤلاء على أساس العمل كفنانات، حتى يسهل عليهن المرور في المطارات. كما يعتقد الباحث في علم الاجتماع أن صورة المهاجرة لدول الخليج أصبحت منبوذة لدى المجتمع المغربي.
جمعيات للحماية من الاستغلال
مع تناول الإعلام لهذا الموضوع ظهرت جمعيات حقوقية للدفاع عن النساء اللائي يتعرضن للاستغلال الجنسي. ويؤكد المحامي بالعاصمة المغربية الرباط الأستاذ بوشعيب الصوفي، والذي يآزر جمعية “ما تقيش ولادي” المدافعة عن الاستغلال الجنسي للأطفال، أنه لا يتوانى في الدفاع عن العائدات من دول الخليج، أو حتى عن القاصرات اللائي يتعرض للاغتصاب من طرف مواطنين خليجيين داخل المغرب.
ويوضح الصوفي أن القانون الجنائي المغربي الجديد ركز في كثير من مضامين نصوصه الجنائية على تشديد عقوبات السجن بالنسبة للمتورطين في الاتجار بالبشر، ملاحظا أن القانون الجنائي السابق كان يتساهل نوعا ما مع المتورطين في أعمال التهجير. ويضيف المتحدث أنه من حق العائدات من دول المهجر اللجوء إلى القضاء إذا أحسسن أنهن كن ضحية إغراءات لممارسة الدعارة.
وحول التضييق الذي تعاني منه المهاجرات العائدات، داخل الأسر، أوضح الصوفي أن المشرع، أكد في الكثير من نصوصه على أنه في حالة الاعتداء عليهن أو نعثهن بأوصاف تحط من كرامتهن، فالقضاء يتابعهم بتهم السب والقذف والتحريض على العنف.
ولا يشاطر الباحث شعباني المحامي الصوفي في رأيه، حيث يعتبر أنه رغم التشريعات الجنائية فمن الصعب محو الصورة النمطية الملتصقة بالمهاجرات إلى دول الخليج العربي، ملاحظا أن “هناك الكثير من التشريعات جرى تغييرها، لكن عقلية المجتمع ظلت على حالها”.

المغربيات أداة الدعارة في الخليج العربي



المغربيات أداة الدعارة في الخليج العربي 



المغربيات أداة الدعارة في الخليج العربي (2-3)

المغربيات أداة الدعارة في الخليج العربي (2-3)

الأحد 21 فبراير 2010

 نكمل عرض قضية " مغربيات الخليج " ونعرض اليوم الجزء الثاني :
كتب : علاكه لحسن ابو امين: المغرب 
عندما نتطرق لموضوع الهجرة بالمغرب  نصب كل اهتمامنا نحو الهجرة وهمومها عموما إلى الغرب وخصوصا للدول الأوروبية ونغض الطرف عن الهجرة إلى العالم العربي  ، مع أن الأخير يشكل نقطة استقطاب أكبر عدد من المهاجرين المغاربة وخصوصا الفتيات ،  و أن الهجرة للدول العربية وبالخصوص الخليجية زادت بالآونة الأخيرة بسبب التسهيلات الكثيرة أثناء السفر ، ولهذا تكون هجرة دون عوائق مثل حاجز اللغة و عدم اختلاف العادات العربية والأديان .
   
غير أن الفضائح المتتالية تجعل الهجرة المغربية نحو العالم العربي وخصوصا الخليجي تحت المجهر حيث هناك المشاكل الأخلاقية ،والتي يمكن تصنيفها في خانة المس بحقوق المهاجرين ومن هنا نتطرق للإكراه التي يتعرضن لها المهاجرات المغربيات بداية من شراء عقد العمل والتغرير بهن من طرف مافيا الهجرة للدولة المضيفة، مرورا بكل المشاكل والابتزاز التي يجبرن على القيام بها ، وحتى الرجوع لأرض الوطن ودفئ الأسرة، حيث وصل المردود المادي الذي تدره  تجارة العمليات المشبوهة في مجال الدعارة على أصحابها خلال السنة الماضية إلى أزيد من 7 مليارات درهم حوالي 7 مليون دولار ناتجة عن تعاملات بين أفراد المتاجرة بفتيات المغرب في دول الإمارات والكويت وسوريا ، التي أصبحت تعرف توافد الفتيات عليها بعد تضييق الخناق على مافيا الهجرة بدول عربية أخرى ، حيث أن الفتيات يسافرن بغرض العمل في مرافق سياحية كالفنادق ذات التصنيف العالي لكن لدى وصولهن هناك يصطدمن بالواقع المر، حيث  يتم سحب جواز سفرهن ، ويتم تشغيلهن في دور مخصصة للدعارة ، وكذا في بعض المراقص وخصوصا بالعاصمة السورية دمشق والإمارات والبحرين.
    
دوافع الهجرة
  
إن تهجير فتيات مغربيات للدول العربية وخصوصا دول الخليج لامتهان الدعارة، أضحى بمثابة بركة آسنة  فاحت رائحتها، وأغلبهن دفعهن الفقر والانبهار والحلم بحياة الرغد وحياة الأغنياء و النفط ودولاراتهم، والعيش الكريم لكن الواقع هو أنهن يسقطن في فخ وجحيم لم يكن لخطر لهن على البال، بعد توهمهن بعقود عمل وهمية، يحصلن عبرها عن فرصة عمل شريف يجدن أنفسهن في خضم عالم الدعارة،فقصص وروايات الفتيات المغربيات المغرر بهن شكل واقع مر ، فهل يصدق المرء وجود عبيد وجواري في القرن 21 . نعم صدق إنها وضعية الفتيات المغربيات أرغمن على الدعارة وممارستها والتفنن فيها رغما عنهن ، وكل قصة من قصص المغرر بهن تخفي في طياتها مآسي إنسانية.
  وسطاء محترفون 
تعتمد مافيا تهجير الفتيات المغربيات على وسطاء رجالا كانوا أم نساء، وفي أغلب الأحيان يكن نساء، يعملن على إغراء واستدراج الضحايا بواسطة عقود عمل وهمية بأجر مغربية تتراوح 10 و 30 ألف درهم ما يعادل 1000 و 2500 دولار كراتب شهري، ومن أجل الظفر بهدا العقد تتقاضى الوسيطة عمولة من الفتاة، إضافة إلى عمولتها من طرف شبكة التهجير، وإذا حصل الاتفاق والتراضي يتم بين الضحية وشخص مكلف بالقيام بجميع الإجراءات المتعلقة بالعقد وإعداد تأشيرة السفر.

  
مواصفات الفتاة
 هناك مواصفات عدة تتطلب في الفتاة التي تريد الحصول على عقد عمل وتتحرك على أساسها الوسيطة ، وهده المواصفات مرتبطة بالسن والجمال والقامة ولون الشعر والبشرة والعينين ، وهناك مواصفات دقيقة يطلبها بعض الزبائن وفي مقدمتها فتيات لازلن يحتفظن ببكارتهن ، وهي مواصفات خاصة يتم التعامل مع كل مرشحة للعمل على حدة خلافا للطلبات الأنفة الذكر، وبالنسبة للمواصفات الأخير فغالبا ما يتم فبركة زواج أبيض بالمغرب على أساس أن تكون ليلة الدخلة بالخليج، لا سيما وأن هناك بعض الخليجين المولعين بفظ بكارة الفتيات صغيرات السن.ويقوم الوسيط المركزي بتحديد المواصفات المطلوبة من طرف الزبائن للوسيطات الفرعية، والتي تتبع في اختيار الضحايا حيث يتم تحديد السن والهيئة والقامة ولون البشرة ولون الشعر، ومواصفات أخرى ، ولهدا لا تقبل كل الفتيات وإنما تقبل من تنطبق عليها المواصفات معللين ذلك بان العمل بالمرافق السياحية أو المكاتب يتطلب هده المواصفات.
 أماكن وأساليب اصطياد الضحايا 
 تتنوع الأساليب ويتفنن خبراء شبكات ومافيا الهجرة من أجل تمويه الرأي العام ونذكر من بينها أنه في السابق كان يتبع أسلوب الإعلان عن أرقام هاتفية للدردشة أو النكتة أو معرفة البخت، وكانت تنشر بالجرائد والمجلات وقد أتت أكلها حيث أسقطت العديد من الضحايا، وكذلك كانت تنشر بالجرائد إعلانات طلب مرشدات سياحية ومربيات ونادلات أو يد  عاملة نسوية مع تحديد مواصفات من أجل الترشيح للعمل كلون البشرة والقامة والخ.......... كما سبق الذكر، وهده الإعلانات كانت تنشر من طرف الجرائد دون علمها بنوايا أصحابها ومقالبهم.وبعد أن انكشف أمر هده الإعلانات والأرقام الهاتفية والمواقع الإلكترونية تم ابتكار طريق الوساطة حيث يتكلف وسيط مركزي بربط علاقة مع وسائط جهوية ذكور وإناث من أجل استدراج الضحايا في سرية تامة ودائما يتم التهجير بناءا على عقد عمل، أو زواج أبيض وآخر الأساليب المبتكرة حاليا لترحيل الفتيات إلى الخليج لممارسة الدعارة، هي شركات تسيير الزواج في الشرق الأوسط والتي تنشط كثيرا عبر شبكات الإنترنيت بعيدا عن أي مراقبة، فهناك الكثير من المغربيات سافرن بعقد عمل، لمزاولة مهنة شريفة كمربية أو نادلة أو حلاقة .... ،لكن بعد وصولهن اضطررن لامتهان الدعارة بعد أن تعرضن لسوء المعاملة، والتجويع و الإهانة   و التعذيب واحتجاز كل وثائقهن ،وقد انتهى الأمر بجملة منهن إلى الانتحار بعد أن تحولت حياتهن إلى جحيم لا يطاق بمجرد وصولهن إلى أرض الخليج ، ولهدا لم يعد المرء يستغرب لما يسمعه من فضائح الدعارة، والبغاء بدول الخليج ،أو فضائح الخليجيين الجنسية بالدول العربية ومن بينها المغرب، ففي الكثير من المدن الخليجية ، كلما دخلت أحد الفنادق أو الملاهي  تعرض عليك فتيات مغربيات ،علما أنه كلما انفجرت فضيحة، إلا واستعمل المتورطون كل الوسائل من أجل إخماد لهيبها بكل الوسائل المتاحة من أجل غض الطرف عن تفاصيلها، والتستر على الرؤوس الكبيرة المتورطة فيها. لكن بعض الضحايا اللواتي اكتوين بنار  جحيم الخليج قررن الخروج من صمتهن، والبوح بمغامراتهن التي لم تكن لهن في الحسبان، وفضح الخبايا بعد أن شفين من الصدمات النفسية والخوف المترتب عنها، واستقرار حالاتهن النفسية والمعنوية،أما أماكن اصطياد الضحايا فهي كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال الثانويات، وصالات التزيين والحلاقة . 
 تصريحات واقعية 
خرجن من صمتهن وأحسسن بالأمان فقررن البوح بخبايا شبكات الدعارة في الخليج:ح.ن: فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها، قصتها واقعية حيث تم خداعها والتغرير بها من طرف إحدى الوسيطات، حيث ذهبت من أجل العمل ككاتبة بأحد الفنادق كما جاء على لسانها وهي تروي قصتها حيث تقول:تعرفت على سيدة محترمة بإحدى صالات الحلاقة والتجميل، وبعدما عرفت أنني أبحث عن عمل ولدي دبلوم في الكتابة اقترحت علي الهجرة إلى إحدى الدول العربية، حيث الراتب الشهري قد يصل إلى 2000 دولار فقبلت دون تردد ، لا سيما وأن إحدى من ساعدتهن  في الهجرة من أجل العمل بإحدى دول الخليج ظهرت على أسرتها علامات النعمة،  بعد سفرها، حددت لي السيدة موعد مع أحد المندوبين لأحد الفنادق بدولة البحرين، وحصل الاتفاق على العمل ككاتبة، ومضيفة استقبال بأحد الفنادق بأجر شهري قدره 1500 دولار مع الاستفادة بشهر كعطلة سنوية مع تذكرة سفر ذهابا وإيابا .وافقت دون تردد قالت ح.ن دون تردد على كل الشروط، حيث بدا لي الأمر جدي خلافا لما سمعته عن فتيات أميات هاجرن لدول الخليج، سيما وأنني مثقفة وحاصلة على دبلوم كاتبة.توقفت عن الكلام ح.ن تم استرسلت في الحديث، وعيناها تدمعان بعد إتمام كل إجراءات السفر،سافرت إلى البحرين وبعد وصولي المطار بالدولة المضيفة وجدت شخصا بانتظاري ليس خليجيا، حيث لم يتسنى لي التعرف عن جنسيته، ومباشرة بعد وصولي إلى حيث سأقيم في الفندق اصطدم بالواقع، حيث شرع في اغتصابي وفض بكارتي، ثم أجبرني على مضاجعة عدة أشخاص في وضعيات مختلفة، ودام هدا الحال مدة 10 أيام وهي أسود أيام حياتي ، وبعدها قام بتسليمي لإحدى القوادات حيث بدأت تلقنني قواعد اللعبة وكيفية التعامل مع الزبناء، وقالت لي كلما كنت مطيعة إلا ولبيت كل طلباتك من مأكل ومشرب ولباس وإرسال النقود لعائلتك ، حيث سايرتها في ماتريد منتظرة فرصة للإفلات من قبضتهم لكن الفرصة لم تأتي، ونفد صبري فصرت أتعاطا لحبوب النوم وامتنعت عن الأكل وأصبحت عصبية أخلق المشاكل، حيث تدهورت صحتي وصرت في حالة لا يحسد عليها، فاستعملوا معي كل وسائل التعذيب إلى أن جاء يوم، وسلموني جواز سفري  بعدها ساعدتني إحدى المغربيات المقيمات هناك من أجل دفع ثمن تذكرة الطائرة والرجوع للوطن الحبيب.هدا هو ما استفادت منه ح.ن من سفرها للدول العربية . أما عن قصة إ.ج: فهي تحكي قصتها وليس حالها حال ن.ه لأن الحظ كان حليفها، حيث لم تكتوي بنار جحيم الخليج وتخلصت دون خسائر من قبضت جلاديها، فهي شابة  عمرها 22 سنة كانت تحلم أن تصبح محامية لكن الظروف لم تساعدها، وأجبرتها حيث تخلت عن  الدراسة .إ.ج تحكي قصتها كما جاء على لسانها:سمعت من إحدى صديقاتي أن هناك سيدة تقوم بإرسال الفتيات لدول الخليج مقابل عمولة، وهي تدعى الحاجة فحكيت لأسرتي، واقترحت عليهم أن أشتري عقد عمل، فباعت أمي حليها إضافة إلى مدخرات أبي المادية، حيث المبلغ الواجب أداؤه هو 2500 دولار إضافة إلى 400 دولار مستلزمات وثائق أخرى كي أثبت أنني حلاقة، حيث أن عقد العمل للحلاقة،  إلى حد الآن الكل على مايرام ودعت أسرتي وجمعت حقيبتي، واتجهت إلى مطار محمد الخامس ومن تم دولة الإمارات وبعد وصولي استقبلني رجل وأخذ مني جواز سفري، وبطاقتي الوطني تم ركبت معه سيارة، واتجهنا نحو مقر العمل كما أخبرني لكن بعد وصولي، اتضح لي أن مقر العمل ليس إلا وكرا للدعارة فأخذت إحدى المتمرسات في المهنة تشرح لي كيفية العمل، وكيفية التعامل مع الزبناء فلما رفضت العمل قاموا باغتصابي، وسجنوني لكن الله لم يخيب آمالي فلم يمض على وصولي إلا بضعة أيام حتى داهم رجال الأمن الوكر وكنت من بين اللواتي ألقي القبض عليهن حيث احتجزت من طرف السلطات وبعدها قاموا بترحيلي إلى بلدي، حيث عند وصولي قبلت الأرض وحمدت الله ولن أفارق بلدي أبدا رغم أنني أدنت بتهمة الفساد والتعاطي للدعارة. أما ص.م فقصتها مخالفة تماما رفضت أن تحكي ما جرى لها بالمملكة العربية السعودية حيث قالت:كنت أشتغل بإحدى الشركات بالدار البيضاء فجاء عندي ابن خالتي وقال لي بأن هناك صديق له جاء من السعودية، ولديه عقود عمل لمضيفات استقبال بإحدى الشركات فعقدنا موعد مع الشخص صاحب عقود العمل، واتفقنا على عمولة العقد حيث حددها في 3000 دولار، بعت كل ما أملك من حلي وأخرجت مدخراتي من البنك وجهزت نفسي للرحيل وطبعا ذهبت لكن لم يتعدى مكوثي بالديار السعودية إلا أسبوع حيث وجدت كل ما في العقد مخالفا تماما للواقع فتكلمت مع ابن خالتي حيث دهب لصديقه وهدده بإبلاغ الشرطة فاتصل بدوره المملكة العربية السعودية حيث عدت لأرض الوطن في غضون أسبوع، وطالبت الوسيط باسترجاع المبلغ الذي أديته من أجل الظفر بعقد العمل معللة ذلك بأن كل مضمون العقد كان مخالفا تماما لما وجدته بديار المهجر، فحرر عقد والتزم فيه بإعطائي المبلغ في أجال محدد وإذا خالف ما جاء في العقد أقوم بتقديمه للعدالة وبالفعل لم يلتزم بذلك فقدمته للعدالة حيث حكم عليه ب3 أشهر سجنا نافدة .

 سر إشاعة فتيات المغرب في الخليج :

في الشهور الأخيرة ساهمت بعض الجمعيات الإنسانية والدينية في الخليج في إشاعة خاصة بالمغربيات لثني الخليجيين على الزواج بهن أو ممارسة الجنس معهن، وتقول هده الإشاعة أن الموساد تستخدم مغربيات لنشر داء السيدا  " مرض نقص المناعة الإيدز"  لنشره بين الشباب الخليجي ،

وتذكرنا هذه الإشاعة بإشاعة فرنسية سادت في السبعينات بأوروبا لاسيما بالدولة الفرنسية ،وذلك من أجل إثناء المومسات الفرنسيات على ممارسة الجنس مع الخليجيين الدين تقاطروا على فرنسا قصد تحقيق فتوحات الجنس مع شقروات أوروبا ،وكانت هذه الإشاعة تقول ،أن الخليجيين يحملون فيروسا خطيرا لا مثيل له في العالم وصعب الشفاء، وقد أعطت هده الإشاعات أكلها إذ بدأت المومسات الأوروبيات وخصوصا الفرنسيات يحتقرن زميلاتهن اللواتي يرافقن الخليجيين ،وكلما قامت إحداهن بممارسة الجنس مع أحد الخليجيين نبذت وشهر بها في المجتمع الفرنسي !!!

allaga_mohcine@hotmail.com