تفجيرات فرنسا.. من المستفيد؟
المراقبون اختلفوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" بشأن المستفيد من هجوم باريس، حيث رأه البعض ببصمات بشار الأسد وإيران، فيما رأى آخرون أن داعش متورط فيها، لكنهم اتفقوا بأن الوضع سيزداد صعوبة بالنسبة لقرابة 5 ملايين مسلم.
المحلل السياسي الجزائري رضا بو دارع الحسيني قال، إن تفجيرات فرنسا ليس وراءها عمليات هواة أو تنظيم، فالتخطيط والتوقيت والدعم اللوجستي وراءه دولة تريد توجيه قرارات فرنسا الاستراتيجية تجاه الشام و ليبيا، وما يؤكد قولنا هو بيان خارجية روسيا سيرجيه لافروف بأنه ستكون تغييرات جوهرية في اجتماعات فيينا القادم بعد هجمات باريس.
وأوضح السياسي الجزائري لـ"مصر العربية" أن المتضرر الأكبر في العملية هي ليبيا، قائلا: "ستلقي فرنسا بثقلها عسكريا فيها باعتبارها أكبر منطقة متوترة يمكن أن تشكل خطرا بانتقال العناصر والسلاح حسب ما بدأت وسائل الإعلام الفرنسية تروج له.
وتابع: أما الشام والعراق فسيكون التأثير عليهما دبلوماسيًا في المفاوضات القادمة، لكن في داخل فرنسا فالمتضرر الأكبر بعد الضحايا هو فرانسوا هولاند، خاصة وأن شعبيته وصلت إلى 25%حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، نظرا لسياساته الاقتصادية الأخيرة والتي اضطرت فرنسا لاستجداء مصر والجزائر حتى تعقد صفقات عسكرية تنعشها كما كان مع صفقة طائرات ميراج وغواصة ميسترال لمصر و باقي الصفقات مع الجزائر.
نيوكولا ساركوزي
واستطرد السياسي الجزائري كلامه قائلا: مما لاشك فيه أن عمليات باريس ستعزز من تقدم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والذي دخلت فرنسا في عهده الحرب الليبية للإطاحة بالقذافي وسيطرح نفسه الأقدر على مواجهة الإرهاب.
وتابع: مسرح عمليات باريس وضع فرنسا بين احتمالين محرجين، فإما أن يكون عمل تنظيم ويكون بذلك قد عرى السوأة الأمنية لدولة كبرى مثل فرنسا باستهداف قلب عاصمتها، أو فعلا وراء ذلك دولة أخرى لم تستطع فرنسا كشف استخباراتها التصريحات الأولية توجه أصابع الاتهام لتنظيم الدولة لكن نتائج التحقيقات ستكون محددة في خيارات فرنسا القادمة.

أما الحقوقي السوري زياد الطائي فرأى أن المستفيد الأول من هجمات باريس هي الأنظمة الاستبدادية التي تغتصب سدة الحكم في سوريا، مضيفا أن تصريح بشار اليوم لبعض الصحفيين وتعمده اللعب على الإرهاب الدولي يؤكد أنه وراء الحادثة.
وأوضح الحقوقي السوري لـ"مصر العربية" أن الدور الفرنسي في الفترة الأخيرة كان بعيدا عن الأحداث والملفات الهامة، سوى موقفها ضد بشار الأسد كما كان في عهد نيوكولا ساركوزي، وبالتالي فهناك من يريد لفرنسا أن تأخذ في تلك الملفات قرارات.
مسلمو فرنسا
وتابع: مسلمو فرنسا يواجهون اعتداءات من قبل بعض الفرنسيين المتطرفين، وأعتقد أن التصعيد ضد المسلمين سيزداد بعد تفجيرات باريس.
في حين قال الإعلامي السوري، فيصل القاسم، إن الرئيس السوري بشار الأسد وإيران ورسيا يقفون وراء "هجمات باريس".
وأضاف "القاسم" فى عدة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "بشار الاسد هدد بإحراق المنطقة إذا تعرض نظامه للخطر. يبدو أنه الآن يفكر بإحراق العالم. هل تذكرون تهديدات أحمد حسون مفتي بشار قبل سنوات لأوروبا".
وتابع "أعمال إرهابية من العيار الثقيل متتابعة ومتلاحقة. وهذا ليس صدفة. تفجير الطائرة الروسية. تفجيرات بيروت. هجمات فرنسا. من الفاعل (الكبير الحقيقي)؟".
واختتم الإعلامي السوري تغريداته بـ "لاحظوا توقيت العمليات الإرهابية في بيروت وباريس. قبل مؤتمر فيينا الخاص بسوريا مباشرة. فتش عن المستفيد. بشار وروسيا وإيران يفركون أيديهم فرحا".

أما الكاتب والمسؤول في معهد العالم العربي، المعطي قبال، قال في تصريحات صحفية، لسنا بمعزل عن الحرب. كانت هذه الأخيرة مادة إعلامية ومجموعة من الصور لكننا اليوم نوجد في قلبها. العرب والمسلمين في فرنسا يشعرون بالآلم والخوف بحكم أن الآنظار ستتجه لهم مرة أخرى وبحكم آن التيارات اليمينية المتطرفة ستركب على الموجة للمطالبة بإعلاق الحدود وطرد المزيد من العرب والمسلمين.
وتعد فرنسا من أكثر الدول الأوربية التي يعيش على أراضيها، حيث يعيش بها قرابة 5 ملايين مسلم غالبيتهم من دول شمال أفريقيا.
اعتداءات على المسلمين
في السياق، أشار المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، في فرنسا، إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات والتهديدات تجاه المسلمين، في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعام الماضي.
وأفاد المرصد، في بيان، أن الاعتداءات التي طالت المسلمين في فرنسا العام الماضي، بلغ 110، و أن هذا الرقم ارتفع إلى 330 اعتداء سجلت خلال الأشهر الأولى لهذا العام.
وأعلنت وكالة الأنباء الفرنسية، أن عدد ضحايا الهجمات الإرهابية الأربعة في العاصمة الفرنسية تجاوز 127، فيما وثقه البعض بالـ 140، في حين وصف حالة 60 شخصا آخرين بـ"الحرجة جداً".
وبلغ عدد القتلى في مسرح لوباتاكلان وحده قرابة المئة، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطاب عاجل حالة الطوارئ القصوى في مجموع التراب الفرنسي لاحتواء هجوم إرهابي غير مسبوق استهدف بشكل منظم مواقع عدة في باريس. وذكر بيان للإليزيه أنه تم نشر 1500 جندي إضافي في باريس بعد وقوع الاعتداءات.
كما استهدف هجومان آخران انتحاريان على الأرجح محيط ملعب فرنسا، حيث كانت تجري مباراة ودية في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا حضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، واستهدف هجوم آخر مطعما في الدائرة العاشرة.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن فرنسا تتعرض لهجوم غير مسبوق و"هناك عشرات القتلى والجرحى" ودعا الفرنسيين إلى "التحلي بالهدوء وضبط النفس".
وأشار إلى أن حالة الطوارئ تعني إغلاق الحدود وانتشار قوات الجيش في المدن للتصدي لأي اعتداءات محتملة أخرى.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق